
من يراقب النزوح الفلسطيني من مخيّم نهر البارد في لبنان يتساءل ، الى أين أنتم ذاهبون؟ مرة أخرى ها هم الفلسطينيون يحملون أولادهم باسنانهم ، كم فعلوا عندما حملوا أطفالهم وهم يقطعون"الجسور الخشبية"الى هنا وهناك هربا من وحشية اسرائيل ، بعد أن أقامت" دولتها"الاستعمارية وسرقت بيوتهم.
الى أين أنتم ذاهبون ومن سيحميكم من قسوة الانسان ومن حقارة السياسة التي ظلت تتلاعب بهم لستين عاما وتعتبرهم"قميص عثمان"؟ يقف الانسان مقهورا وهو لا يستطيع عمل أي شيء لهم. العالم يتفرج والشارع يتفرج لأن الاكثرية لا تعرف هذه المرة بأي مصب يربطون هذا النهر البارد ، والى أي وادي ستجري الدماء والموت يحصد الابرياء ويقتلهم بدم بارد.
"النهر البارد" مخيّم لجأ اليه 400 ألف فلسطيني عام 1948 ، ذاقوا حياة بؤس المخيم وخيل لهم أنهم يعيشون في مدينة ، مهمشة هذه المدينة ، ظلت تنمو وهي مسيجة بالفقر والمرض وشظف العيش. النهر البارد ليس وحيدا فهو أحد الـ(12) مخيما فلسطينيا بنيت في الضواحي ، لتظل قريبة من بعض وكأنها تنتظر ما قالته فيروز لبنان "سأرجع يوما ". ويبدو أن النهر البارد سيظل"النهر الخالد"في بؤسه.
"النهر البارد" مخيّم لجأ اليه 400 ألف فلسطيني عام 1948 ، ذاقوا حياة بؤس المخيم وخيل لهم أنهم يعيشون في مدينة ، مهمشة هذه المدينة ، ظلت تنمو وهي مسيجة بالفقر والمرض وشظف العيش. النهر البارد ليس وحيدا فهو أحد الـ(12) مخيما فلسطينيا بنيت في الضواحي ، لتظل قريبة من بعض وكأنها تنتظر ما قالته فيروز لبنان "سأرجع يوما ". ويبدو أن النهر البارد سيظل"النهر الخالد"في بؤسه.
ها هم الفلسطينيون اليوم يرحلون من جديد"نزوح على نزوح "، والنزوح ليس للبيت الذي حملوا مفاتيحه معهم ، بل الى العراء والطرق المقطوعة والطرق المنوعة .. وفقرهم كبير يعضهم بأسنانه ليصل النفس المعذبة . ولذلك أنهك صحتهم وجعلهم يعيشون في وضع متدن اجتماعيا واقتصاديا وتعليميا . فالأموال التي تدعم بقاءهم تأتي من (الأنروا) وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين ، ومساعدات من منظمة التحرير الفلسطينية وكلها لا تكفي لحياة كريمة صبروا عليها في أوضاع يجب على العرب أن يخجلوا منها.
المخيم والمخيّمات الاخرى ظلت وفيّة للتراث والوطن ، فلم يستسلموا للمشاعر السلبية والشعور بالعجز والاتكالية والخوف واليأس ، فواصلوا حياتهم في مجتمع متآخْ رفضوا فيه كل محاولات التوطين والمقترحات غير العادلة لتصفية قضيتهم . اليوم من جديد يرحلون خائفين لأنهم بشر ، وغاضبون لأنهم بشر وهائمون لأن مصيرهم أصبح رهنا للجهل ولطمع النضال وللسياسة التي لا دين لها والتي لا زالت تحاول أن تستخدم الفلسطينيين"كقميص عثمان".
وها هي أمريكا تشّمر عن ذراعيها وتستعد لدعم عسكريّ ، بدل تهدئة الوضع والحرص على الحفاظ على أرواح الفلسطينيين في المخيّمات وأرواح اللبنانيين في بلدهم ، وها هي بقية أهل المخيّمات في لبنان يخافون على مصيرهم ، من محاولات خاطئة لانهاء الأزمة يكون ضحيتها أهل المخيمات التي تنتظر حلا جذريا وعادلا لقضيتهم ووضعهم المأساوي الذي يتعقد كل يوم بينما العالم يتسلى عليهم.
فهل يسأل الزعماء الفلسطينيون والعرب وهم يشاهدون النزوح الجديد من أهل مخيم نهر البارد ، الى أين أنتم ذاهبون؟ وما العمل؟ وهل يعملون باخلاص من أجل حل القضية حلا عادلا؟
بقلم عايدة النجارالمخيم والمخيّمات الاخرى ظلت وفيّة للتراث والوطن ، فلم يستسلموا للمشاعر السلبية والشعور بالعجز والاتكالية والخوف واليأس ، فواصلوا حياتهم في مجتمع متآخْ رفضوا فيه كل محاولات التوطين والمقترحات غير العادلة لتصفية قضيتهم . اليوم من جديد يرحلون خائفين لأنهم بشر ، وغاضبون لأنهم بشر وهائمون لأن مصيرهم أصبح رهنا للجهل ولطمع النضال وللسياسة التي لا دين لها والتي لا زالت تحاول أن تستخدم الفلسطينيين"كقميص عثمان".
وها هي أمريكا تشّمر عن ذراعيها وتستعد لدعم عسكريّ ، بدل تهدئة الوضع والحرص على الحفاظ على أرواح الفلسطينيين في المخيّمات وأرواح اللبنانيين في بلدهم ، وها هي بقية أهل المخيّمات في لبنان يخافون على مصيرهم ، من محاولات خاطئة لانهاء الأزمة يكون ضحيتها أهل المخيمات التي تنتظر حلا جذريا وعادلا لقضيتهم ووضعهم المأساوي الذي يتعقد كل يوم بينما العالم يتسلى عليهم.
فهل يسأل الزعماء الفلسطينيون والعرب وهم يشاهدون النزوح الجديد من أهل مخيم نهر البارد ، الى أين أنتم ذاهبون؟ وما العمل؟ وهل يعملون باخلاص من أجل حل القضية حلا عادلا؟