هنا، يتساقط ثلج خفيف يجبرني على الابتسام وأنا أمر بباب بيتها، أو البيت الذي كان بيت لينا، غير بعيد من هنا سقطت لينا أخرى وما زال دمها حسب أقوال الشاعر يغني رغم أن الغناء في جو المدينة الحالي هو بأحسن الأحوال غير مستحسن
في مكان قريب أيضا (باعتبار أن كل الأماكن قريبة في مدينتنا) ترقد شادية أبو غزالة* في قبر مهمل يتوارى بين أشجار المقبرة (عثرت عليه أو عثرت به ذات مرة صدفة أثناء هروب عبر المقبرة) على مبعدة من تجمع قبور الشهداء فتنساه الأكاليل ويفوته المهرجان الخطابي الذي تتقاسمه التنظيمات يوم العيد، وما زال بالإمكان تبين نقش العلم الفلسطيني الصغير الذي زينه يوم كان هذا العلم تهمة يعاقب عليها القانون (قبل أن نطفح به بهذا الشكل الفج في كل وثائق السلطة ومهرجانات المبايعة)، وبقايا عبارات نقشت على الحجر
لـ" لينا" أحلى حكاية وأجمل راية سنحملها بعدها يا صغار، ونرفعها فوق هذي الديار، ونحكي عن الحب والمجد والانتصار ونبدأ منها، فـ "لينا" البداية فتاة جميلة، بعمر الوردة، كعطر الخميلة، كشمس الوجود
لينا النابلسي
لجأ أحد ضباط الاحتلال الى إطلاق الرصاص عن قرب على المناضلة الشهيدة لينا النابلسي في مدينة نابلس لأنها كانت تقود مظاهرة كبيرة واستطاعت النجاح في الافلات من قبضة الاحتلال ولكن جيش الاحتلال تابعها وبعد مطاردة طويلة استطاع أن يساعدها في نيل الشهادة لتعطي نضال المرأة الفلسطينية دفعة قوية ولتثبت للعالم أن جميلة بوحريد لم تمت وأن كل الفلسطينيات هم أمثال المناضلة جميلة ونتيجة لجميع النضالات والعطاء المميز للمرأة الفلسطينية جاءت الانتفاضة البطلة ، وثورة الجماهير الشاملة لتتوج نضالات الشعب الفلسطيني ولتضع المرأة الفلسطينية بصورتها البطولية أمام جميع عدسات التلفزيون ولتظهر في كل بيت في العالم على حقيقتها البطولية وليشهد العالم بدورها الانساني أيضاً
استشهدت عام 1976 م. بمدينة نابلس