حاجز الصمت>> دراما تخترق الخجل والممنوع
لم يسبق للدراما العربيّة أن ناقشت في عمل درامي، موضوعاً يخرق بطرحه بشكل علني الخطوط الحمراء، ولو في إطار البرامج الحواريّة أو في ما بين الناس. ولعلها جرأة كبيرة أيضاً، أن يكسر كاتب عربي هو الفلسطيني هاني السعدي، جدار الخجل والممنوع عبر التطرق لموضوع مرض السيدا، خارقا دائرة الحصار المفروضة عليه، في مسلسله <<حاجز الصمت>>، للمرّة الثانية، بعدما تناوله بصورة هامشيّة في مسلسل <<أبناء القهر>> منذ نحو ثلاث سنوات، وبعدما تناوله الكاتب مروان نجّار في إحدى حكاياته ضمن سلسلة <<طالبين القرب>> في إطار قصّة الحب التي يعيشها البطلان (يورغو شلهوب وفيفيان أنطونيوس).
يأتي المسلسل في إطار التعاون المستمر بين الكاتب هاني السعدي والمخرج يوسف رزق، اللذين قدّما معاً خلال السنوات الأخيرة، مجموعة من الأعمال الجيّدة منها <<عصر الجنون>>، <<قتل الربيع>>، <<أبناء القهر>>، وأخيرا <<خلف القضبان>> الذي تعرّض لانتقادات كثيرة و<<حاجز الصمت>>.
يشكّل المرض القاتل، في <<حاجز الصمت>>، أحد العناوين الرئيسية للعمل إلى جانب موضوع الدعارة وعبدة الشيطان، فيدخل السعدي في عمق المشكلة، لتدور الأحداث داخل إحدى مصحّات العلاج لمرضى الأيدز، حيث يروي المصابون ظروف إصابتهم للباحثة الاجتماعيّة. الحالات متنوّعة وطريقة الإصابات مختلفة (مخدرات، ممارسة الجنس، الشذوذ، نقل الدم من مصابين دون فحص طبي، استعمال إبرة ملوّثة)، ليرصد في الوقت نفسه دور الموساد الإسرائيلي في زرع المرض في أجساد الشبان الفلسطينيين، وذلك عبر نخبة من النجوم السوريين والعرب منهم نادين، خالد تاجا، سليم كلاس، منى واصف، فاديا خطاب، ميلاد يوسف، عبير شمس الدين، جيني إسبر، عبد المنعم عمايري، يارا صبري، فراس إبراهيم وروعة ياسين.
وعلى مسافة غير بعيدة من مرض الأيدز، تقف القضايا الأخرى، ومنها الدعارة. إذ يصوّر المسلسل، حياة ثلاث فتيات يستغل رجل انتهازي (خالد تاجا) ظروفهن المعيشيّة الصعبة، ليشغلهن في الدعارة. كما تتناول الحلقات حياة شبان يعرفون ب<<عبدة الشيطان>>، نراهم في المسلسل متحدين في ما بينهم، متمردين على المقاييس والمعايير الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة للمجتمع، دون أي إدانة لممارساتهم، أقلّه في النصف الأول من المسلسل.
ورغم أهمية القضايا المطروحة في عمل درامي غير مسبوق، غير أن الطرح جاء بأسلوب توجيهي مباشر، لا تغيب عنه المواعظ والحكم والإرشاد والتوعية، في ظل حبكة دراميّة شبه غائبة، يعوزها التشويق. ولا ينفي المخرج يوسف رزق، أن مسلسله توعوي بالدرجة الأولى، <<كي لا يصاب المواطن العربي بهذا المرض القاتل>>، لافتاً إلى أن <<السعدي كتبه بتكليف من هيئة الأمم المتحدة، حول حياة مرضى الأيدز ومشاكلهم، لكنها اعتذرت عن إنتاجه، فقررت تبنيه والمساهمة بإنتاجه>>.
وعلى أي حال، ورغم طغيان الجانب التوجيهي على المسلسل، ما يجعله أقرب الى البرامج الوثائقيّة منه إلى الأعمال الدراميّة، إلاّ أن <<حاجز الصمت>> يظل عملاً جديراً بالمتابعة، في ظل سيطرة المسلسلات الاجتماعيّة المتشابهة وقصص حب الخمسينيات التي لا تنتهي، على فضائياتنا، وفي وقت تغيّب فيه أعمال من أقطار أخرى طرح القضايا الحسّاسة، إما لأنها لا تملك الجرأة أو لأنها اختارت اللجوء إلى الاستسهال، فابتعدت طوعاً عنها.
في حاجز الصمت نشاهد مصحاً افتراضيا، أنيقاً وعصرياً في ضواحي مدينة دمشق، يضم مرضي من كل أنحاء الوطن العربي، حيث تبلغ نسبة الزيادة في مرضي الإيدز فيه 300 % سنوياً، أي كل عشر دقائق هناك إنسان عربي يُصاب بالإيدز.
العمل يسعي إلي تغيير النظرة الاجتماعية لهؤلاء المرضي باعتبارهم ضحايا أكثر من مجرمين، ويحاول التوعية بأسباب وأخطار هذا المرض، وضرورة متابعة الفحوص الدورية، وأهمها الفحص ما قبل الزواج، لكن الجديد في حاجز الصمت هو تبني هؤلاء المرضي وإظهارهم كأناس غير منبوذين، وتقديم يد المساعدة والعون لهم، من خلال الباحثة الاجتماعية سلمي نادين التي تدخل المصح، وتحتك بالمرضي، وتستوعب مشاكلهم المتباينة، في محاولة للتخفيف عنهم، لكن فجيعتها تبدأ عندما تكتشف أنّ ابنها الوحيد ليث المفتي هو أيضاً مصاب بالإيدز، الأمر الذي يزيدها إصراراً علي متابعة مشوارها الشاق لإنقاذ وحيدها وباقي المصابين بهذا المرض.
وبقدر ما تلج الباحثة الاجتماعية سلمي إلي أعماق المشاكل الاجتماعية التي قد تجعل الفرد يتعرّض للعدوي بهذا المرض، فإنّ هنالك شرائح اجتماعية متنوعة بهمومها ومشاكلها التي يطرحها المسلسل بجرأة زائدة، فالممثل ميلاد يوسف يلعب دور تامر الدراج وهو فتي طائش لديه محل لبيع الـ CD ويشكل مع أصدقائه جماعة يسمعون موسيقي الروك، وبعد أن يخطب فتاة، تقوم بخطفه لأنه غشها، وربما يُفاجأ البعض بوجود عبدة الشيطان في مجتمعنا، فبعد أن تحدث عنهم الإعلام المصري والأردني وفي لبنان، وتسربت معلومات ضيقة عن اعتقالات طالت أعداداً منهم في البلدان العربية، يسجل لحاجز الصمت أسبقية تناول هذه الإشكالية درامياً، باعتبارهم مجموعة من الشباب الذين أفرزهم فراغ المجتمعات العربية التي أقصت شبانها عن الفعل السياسي وعن القضايا العامة، فكانوا نتيجة اغتراب قادهم إلي الموسيقي أو الجنس وصولاً إلي عبادة الشيطان، وبين هذه المجموعة تامر الدراج، الذي يلهو مع أصدقائه بعزف الموسيقي الغربية وقيادة الدراجات النارية، لكنهم يعيشون حياتهم بعيداً عن الابتذال والسوقية.
بينما الفنان القدير خالد تاجا يشكل محوراً آخر في هذا العمل، كرجل أعمال يتوسل في صفقاته التجارية توريط بعض الفتيات اللواتي يستغل حاجتهن المادية كي يقودهن إلي طريق الغواية، ونراه محاطا بثلاثي روعة ياسين وصفاء سلطان وعبير شمس الدين.
إلا أنّ هذه الأخيرة تجسّد دور فتاة ريفية طيبة تأتي إلي المدينة، وتلتقي بناهد التي تحاول تجنيدها في شبكة خالد تاجا لكنها تصر علي حماية نفسها رغم دروب الخطيئة التي تحيط بها، فلم ينل منها أحد رغم المحاولات الكثيرة، وهو من الأدوار المعقدة والتي تطلبت جهداً استثنائياً. علي النقيض من جيني إسبر التي تؤدي دور فتاة لبنانية سورية تعيش بلا مبالاة وتذهب في التعري والفوضي الحد الذي يوقعها في شرك شاب مُصاب بالإيدز، يقوم باغتصابها عنوة عنها وينقل إليها المرض، لتبدأ في المصح سلسلة معاناة جديدة مع بقية المصابين، وتبدأ مع المشرفة الاجتماعية سلمي تكتشف معاني جديدة للحياة.
ومن الأدوار المتميزة التي شاهدناها كان دور عزيز للفنان تيسير إدريس والذي يبدو للجميع مًُجرّد أبله يحمل لافتة كتب عليها أنا ما بدي حسنة .... بدي حقي لكنه يتحوّل إلي ظاهرة اجتماعية يدين الفقر والقهر والضياع، ويدخل في صراعات مع المتسلطين ومع السلطة. كما شارك في هذا العمل لفيف ضمّ من نجوم الدراما السورية والعربية، أمثال :
مني واصف ـ خالد تاجا ـ نادين ـ فاديا خطاب ـ سليم كلاس ـ عبد المنعم عمايري ـ فراس إبراهيم ـ عبير شمس الدين ـ يارا صبري ـ حسام تحسين بيك ـ عصام عبه جي ـ أماني الحكيم ـ ميلاد يوسف ـ عبد الحكيم قطيفان ـ تيسير إدريس ـ عبد الرحمن أبو القاسم ـ صالح الحايك ـ قيس الشيخ نجيب ـ فائق عرقسوسي ـ عبد الفتاح مزين ـ روعة ياسين ـ روعة السعدي ـ جيني إسبر ـ إياس أبو غزالة ـ الليث المفتي ـ صفاء سلطان ـ رُبي السعدي.
ومن مصر: نصر حماد.
ومن الخليج العربي: محمد العامري.
ومن المغرب: عليا الركاب.
يقول المخرج يوسف رزق : حاولت في هذا العمل اعتماد التشويق والإثارة المكثفة، لنمسك المتلقي ونعطيه الفائدة المرجوة من المسلسل الذي يطرح قضايا جديدة ومعاصرة، فيها الكثير من الجرأة والغوص في أعماق الشخصية التي تعاني من هذا المرض الخطير، ومن باقي الأمراض و المشاكل المطروحة والتي تنتمي إلي مجتمعنا المعاصر .
حاجز الصمت دعوة لكسر حاجز الصمت والخوف، والمبادرة إلي تناول كل قضايانا المعاصرة بروح من الجرأة والموضوعية، عمل يحيط بالظاهرة ويدعو إلي معالجتها بروح شفافة وحرفية درامية عالية
لم يسبق للدراما العربيّة أن ناقشت في عمل درامي، موضوعاً يخرق بطرحه بشكل علني الخطوط الحمراء، ولو في إطار البرامج الحواريّة أو في ما بين الناس. ولعلها جرأة كبيرة أيضاً، أن يكسر كاتب عربي هو الفلسطيني هاني السعدي، جدار الخجل والممنوع عبر التطرق لموضوع مرض السيدا، خارقا دائرة الحصار المفروضة عليه، في مسلسله <<حاجز الصمت>>، للمرّة الثانية، بعدما تناوله بصورة هامشيّة في مسلسل <<أبناء القهر>> منذ نحو ثلاث سنوات، وبعدما تناوله الكاتب مروان نجّار في إحدى حكاياته ضمن سلسلة <<طالبين القرب>> في إطار قصّة الحب التي يعيشها البطلان (يورغو شلهوب وفيفيان أنطونيوس).
يأتي المسلسل في إطار التعاون المستمر بين الكاتب هاني السعدي والمخرج يوسف رزق، اللذين قدّما معاً خلال السنوات الأخيرة، مجموعة من الأعمال الجيّدة منها <<عصر الجنون>>، <<قتل الربيع>>، <<أبناء القهر>>، وأخيرا <<خلف القضبان>> الذي تعرّض لانتقادات كثيرة و<<حاجز الصمت>>.
يشكّل المرض القاتل، في <<حاجز الصمت>>، أحد العناوين الرئيسية للعمل إلى جانب موضوع الدعارة وعبدة الشيطان، فيدخل السعدي في عمق المشكلة، لتدور الأحداث داخل إحدى مصحّات العلاج لمرضى الأيدز، حيث يروي المصابون ظروف إصابتهم للباحثة الاجتماعيّة. الحالات متنوّعة وطريقة الإصابات مختلفة (مخدرات، ممارسة الجنس، الشذوذ، نقل الدم من مصابين دون فحص طبي، استعمال إبرة ملوّثة)، ليرصد في الوقت نفسه دور الموساد الإسرائيلي في زرع المرض في أجساد الشبان الفلسطينيين، وذلك عبر نخبة من النجوم السوريين والعرب منهم نادين، خالد تاجا، سليم كلاس، منى واصف، فاديا خطاب، ميلاد يوسف، عبير شمس الدين، جيني إسبر، عبد المنعم عمايري، يارا صبري، فراس إبراهيم وروعة ياسين.
وعلى مسافة غير بعيدة من مرض الأيدز، تقف القضايا الأخرى، ومنها الدعارة. إذ يصوّر المسلسل، حياة ثلاث فتيات يستغل رجل انتهازي (خالد تاجا) ظروفهن المعيشيّة الصعبة، ليشغلهن في الدعارة. كما تتناول الحلقات حياة شبان يعرفون ب<<عبدة الشيطان>>، نراهم في المسلسل متحدين في ما بينهم، متمردين على المقاييس والمعايير الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة للمجتمع، دون أي إدانة لممارساتهم، أقلّه في النصف الأول من المسلسل.
ورغم أهمية القضايا المطروحة في عمل درامي غير مسبوق، غير أن الطرح جاء بأسلوب توجيهي مباشر، لا تغيب عنه المواعظ والحكم والإرشاد والتوعية، في ظل حبكة دراميّة شبه غائبة، يعوزها التشويق. ولا ينفي المخرج يوسف رزق، أن مسلسله توعوي بالدرجة الأولى، <<كي لا يصاب المواطن العربي بهذا المرض القاتل>>، لافتاً إلى أن <<السعدي كتبه بتكليف من هيئة الأمم المتحدة، حول حياة مرضى الأيدز ومشاكلهم، لكنها اعتذرت عن إنتاجه، فقررت تبنيه والمساهمة بإنتاجه>>.
وعلى أي حال، ورغم طغيان الجانب التوجيهي على المسلسل، ما يجعله أقرب الى البرامج الوثائقيّة منه إلى الأعمال الدراميّة، إلاّ أن <<حاجز الصمت>> يظل عملاً جديراً بالمتابعة، في ظل سيطرة المسلسلات الاجتماعيّة المتشابهة وقصص حب الخمسينيات التي لا تنتهي، على فضائياتنا، وفي وقت تغيّب فيه أعمال من أقطار أخرى طرح القضايا الحسّاسة، إما لأنها لا تملك الجرأة أو لأنها اختارت اللجوء إلى الاستسهال، فابتعدت طوعاً عنها.
في حاجز الصمت نشاهد مصحاً افتراضيا، أنيقاً وعصرياً في ضواحي مدينة دمشق، يضم مرضي من كل أنحاء الوطن العربي، حيث تبلغ نسبة الزيادة في مرضي الإيدز فيه 300 % سنوياً، أي كل عشر دقائق هناك إنسان عربي يُصاب بالإيدز.
العمل يسعي إلي تغيير النظرة الاجتماعية لهؤلاء المرضي باعتبارهم ضحايا أكثر من مجرمين، ويحاول التوعية بأسباب وأخطار هذا المرض، وضرورة متابعة الفحوص الدورية، وأهمها الفحص ما قبل الزواج، لكن الجديد في حاجز الصمت هو تبني هؤلاء المرضي وإظهارهم كأناس غير منبوذين، وتقديم يد المساعدة والعون لهم، من خلال الباحثة الاجتماعية سلمي نادين التي تدخل المصح، وتحتك بالمرضي، وتستوعب مشاكلهم المتباينة، في محاولة للتخفيف عنهم، لكن فجيعتها تبدأ عندما تكتشف أنّ ابنها الوحيد ليث المفتي هو أيضاً مصاب بالإيدز، الأمر الذي يزيدها إصراراً علي متابعة مشوارها الشاق لإنقاذ وحيدها وباقي المصابين بهذا المرض.
وبقدر ما تلج الباحثة الاجتماعية سلمي إلي أعماق المشاكل الاجتماعية التي قد تجعل الفرد يتعرّض للعدوي بهذا المرض، فإنّ هنالك شرائح اجتماعية متنوعة بهمومها ومشاكلها التي يطرحها المسلسل بجرأة زائدة، فالممثل ميلاد يوسف يلعب دور تامر الدراج وهو فتي طائش لديه محل لبيع الـ CD ويشكل مع أصدقائه جماعة يسمعون موسيقي الروك، وبعد أن يخطب فتاة، تقوم بخطفه لأنه غشها، وربما يُفاجأ البعض بوجود عبدة الشيطان في مجتمعنا، فبعد أن تحدث عنهم الإعلام المصري والأردني وفي لبنان، وتسربت معلومات ضيقة عن اعتقالات طالت أعداداً منهم في البلدان العربية، يسجل لحاجز الصمت أسبقية تناول هذه الإشكالية درامياً، باعتبارهم مجموعة من الشباب الذين أفرزهم فراغ المجتمعات العربية التي أقصت شبانها عن الفعل السياسي وعن القضايا العامة، فكانوا نتيجة اغتراب قادهم إلي الموسيقي أو الجنس وصولاً إلي عبادة الشيطان، وبين هذه المجموعة تامر الدراج، الذي يلهو مع أصدقائه بعزف الموسيقي الغربية وقيادة الدراجات النارية، لكنهم يعيشون حياتهم بعيداً عن الابتذال والسوقية.
بينما الفنان القدير خالد تاجا يشكل محوراً آخر في هذا العمل، كرجل أعمال يتوسل في صفقاته التجارية توريط بعض الفتيات اللواتي يستغل حاجتهن المادية كي يقودهن إلي طريق الغواية، ونراه محاطا بثلاثي روعة ياسين وصفاء سلطان وعبير شمس الدين.
إلا أنّ هذه الأخيرة تجسّد دور فتاة ريفية طيبة تأتي إلي المدينة، وتلتقي بناهد التي تحاول تجنيدها في شبكة خالد تاجا لكنها تصر علي حماية نفسها رغم دروب الخطيئة التي تحيط بها، فلم ينل منها أحد رغم المحاولات الكثيرة، وهو من الأدوار المعقدة والتي تطلبت جهداً استثنائياً. علي النقيض من جيني إسبر التي تؤدي دور فتاة لبنانية سورية تعيش بلا مبالاة وتذهب في التعري والفوضي الحد الذي يوقعها في شرك شاب مُصاب بالإيدز، يقوم باغتصابها عنوة عنها وينقل إليها المرض، لتبدأ في المصح سلسلة معاناة جديدة مع بقية المصابين، وتبدأ مع المشرفة الاجتماعية سلمي تكتشف معاني جديدة للحياة.
ومن الأدوار المتميزة التي شاهدناها كان دور عزيز للفنان تيسير إدريس والذي يبدو للجميع مًُجرّد أبله يحمل لافتة كتب عليها أنا ما بدي حسنة .... بدي حقي لكنه يتحوّل إلي ظاهرة اجتماعية يدين الفقر والقهر والضياع، ويدخل في صراعات مع المتسلطين ومع السلطة. كما شارك في هذا العمل لفيف ضمّ من نجوم الدراما السورية والعربية، أمثال :
مني واصف ـ خالد تاجا ـ نادين ـ فاديا خطاب ـ سليم كلاس ـ عبد المنعم عمايري ـ فراس إبراهيم ـ عبير شمس الدين ـ يارا صبري ـ حسام تحسين بيك ـ عصام عبه جي ـ أماني الحكيم ـ ميلاد يوسف ـ عبد الحكيم قطيفان ـ تيسير إدريس ـ عبد الرحمن أبو القاسم ـ صالح الحايك ـ قيس الشيخ نجيب ـ فائق عرقسوسي ـ عبد الفتاح مزين ـ روعة ياسين ـ روعة السعدي ـ جيني إسبر ـ إياس أبو غزالة ـ الليث المفتي ـ صفاء سلطان ـ رُبي السعدي.
ومن مصر: نصر حماد.
ومن الخليج العربي: محمد العامري.
ومن المغرب: عليا الركاب.
يقول المخرج يوسف رزق : حاولت في هذا العمل اعتماد التشويق والإثارة المكثفة، لنمسك المتلقي ونعطيه الفائدة المرجوة من المسلسل الذي يطرح قضايا جديدة ومعاصرة، فيها الكثير من الجرأة والغوص في أعماق الشخصية التي تعاني من هذا المرض الخطير، ومن باقي الأمراض و المشاكل المطروحة والتي تنتمي إلي مجتمعنا المعاصر .
حاجز الصمت دعوة لكسر حاجز الصمت والخوف، والمبادرة إلي تناول كل قضايانا المعاصرة بروح من الجرأة والموضوعية، عمل يحيط بالظاهرة ويدعو إلي معالجتها بروح شفافة وحرفية درامية عالية