منقول عن معاً
وعاد مرفوعا بعشرة / بقلم : إيمان الحنين
التاريخ : 13 / 12 / 2006 الساعة : 19:52
المشهد الأول أسامة حفظ درس الإملاء جيداً, ردده مرات ومرات حتى بات ينشده في عقلة كأنشودة المطر المنهمر في عز كانون, كان فرحاً بالحفظ غيباً كأي طفل يريد أن يفاخر بعَشَرته أمام التلاميذ والمدرس والوالدين.
- أمي حفظت درس الإملاء. قالها أسامة وهو يُمني النفس بقبلة بعد الامتحان وزيادة مصروف وثناء لا ينتهي من الوالدين والأقارب والأصحاب. فكرة رئيسية كانت تدغدغ أحلام أسامة, كيف سيعطي والدته امتحان العشرة ويطلب منها وهي تتصل بوالده وقت الغذاء أن تخبره عن العشرة, ما أجمل أن يدخل الأب المنزل حاملاً معه قبلة وشوكلاتة وشيبس.
المشهد الثاني أحمد يرتعش برداً وسلاماً في حضن أمه, ربما سقط عنه الغطاء ليلاً أو أصيب ببرد بسيط, حضنته ودثرته جيداً حتى موعد المدرسة, تحايل أحمد كي لا يفارق حضنها الدافيء كأي طفل ينشد دفء قلب الأم هرباً من برودة الصف الأول, زاد في تمارضه قليلاً ولكن لا مفر من الخروج مع أسامة وسلام ... خرج وهو يُمني النفس لو ظل صغيراً أكثر حتى لا يفارق الدفء المنبعث من صدرها الحنون.
المشهد الثالث سلام ذاك الذي تلاعبه عصافير الصباح كل يوم في الحضانة منشداً (هيك بيطيروا العصافير) قال تعال معنا يا أحمد للمدرسة ولا أنا الثاني ما بروح. كان مستعجلاً الوصول للحضانة فقد حلم ليلاً أن بابا نويل سيزور المدرسة والحضانة لتوزيع الهدايا على الأطفال وهو ينشد: بابا نويل هالختيار ...
المشهد الرابع القتلة مقنعين مدججين بالسلاح وعزيمة القتل وقرار قاطع مانع الأول: أفلت منا بهاء سابقاً الثاني: هذه المرة سوف يموت فمعنا قوة مساندة ونحن نرصده منذ زمن طويل وهو كل يوم يوصل أولاده للمدرسة كنظام يومي وروتيني وفي دقائق محددة.
الثالث: وماذا لو كان أطفاله في السيارة؟ الرابع: نحن لم نطلب منهم أن يكونوا أبناءً له, هذا ذنب أبوهم. الأول: لنصلي الصبح خفافاً فأمامنا معركة قاسية "إن تنصروا الله فلا غالب لكم"، ونناقش هذا الأمر بعد الصلاة والنجاح لنا بإذن الله تعالى.
المشهد الخامس تلفون يرن ............... الزعيم: السلام عليكم الأول: وعليكم السلام الزعيم: كيف أفلت منكم بهاء الأول: يا أخي كان زجاج السيارة أسود ولم نرى من هم ركابها الزعيم: ولكنكم تعرفون أن هذا وقت توصيل أولاده للمدرسة لماذا لم تتوقعوا أن يرسلهم مع الحراس.
الأول: يا أخي الم تقل لي يجب قتله اليوم قبل أن تتوصل الرئاسة مع الحكومة إلى اتفاق جديد لمواصلة الحوار الوطني. الزعيم: نعم قلت ذلك على كل حال رب ضارة نافعة يا أخي ... فمقتل الأولاد يعاقب بهاء ويعذبه طول العمر وأقسى مما لو قتل هو.
الأول: يغلق التلفون مبتهجاً فالزعيم قبل وأثنى على النتائج. المشهد السادس القاتل (الرابع) في مدرسة الروم الأرثوذكس، مئات الطلاب يقفون أمام جثامين طلاب المدرسة وشقيقهم سلام ابن الحضانة، فكر القاتل .. ماذا لو عرف هؤلاء الطلاب والعشرة آلاف مشيع أنني القاتل؟؟
تلفون القاتل يرن ..................... الزعيم: هل بهاء موجود؟ الرابع: نعم موجود الزعيم: هل يبكي؟ الرابع: أغمى عليه من البكاء الزعيم: الحمد لله فقد انتقمنا منه المشهد السابع كل الشعب الفلسطيني يبكي يا زعيم تسدل الستار ويوارى أسامة وأحمد وسلام الثرى