الدروع البشرية التي أخذت تتدفق على البيوت المهددة بالقصف أذهلت الإسرائيليين الذيت تراجعوا عن قصف أول بيت تم إستخدام هذا التكتيك لحمايته في مخيم جباليا ليعطوا الفرصة لأبناء فلسطين ليثبتوا شجاعة و بسالة لا تضاهى. عبقرية تفوق قوة الألة العسكرية الإسرائيلية و كفوف تلاطم كل مخرز و الف مخرز.
نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في نسختها الإنجليزية على الأنترنت ما حدث في مخيم جباليا بنوع من الإعجاب, ثم تبعتها محطة البي بي سي البريطانية و من ثم طبل العالم بقصة البطولة المتجددة التي تعطي بعداً قمة في الإنسانية.. لم يستطع حتى العدو تشويهه أو لصق أي صفة سلبية به، الأمر الذي برع به بشكل فائق حتى الأن.
هذا التكتيك العبقري يضعنا أمام مجموعة من الأسئلة حول طبيعة تعاملنا مع مصادر قوتنا و كيفية إستثمار كل ما يمكن أن يعزز مواقعنا و يظهر جانباً طالما حاول الإحتلال إخفائه من جوانب النضال الفلسطيني. أن الحشد الجماهيري يشكل رافعة أساسية و رافد مهم لإستمرار النضال الفلسطيني و الحالة حتى الأن كانت تهميش دور هذا الجمهور الذي يمتلك إمكانات غاية في الروعة و إستعداد هائل للتضحية لأجل هدف سامي، هدف تمتلك الجماهير بوصلة غاية في الدقة تشير دائماً إليه.. هذا الجماهير لن تقع في مستنقع الإقتتال الداخلي.. فهي توجه جبروتها و عبقريتها و إستعدادها الدائم للتضحية نحو الإحتلال .,. نحو تحدي أساليبه و تحييد أدواته.
إبداعات الإنتفاضة الفلسطينية العظيمة الأولى , تعود لتجد لها موطأ قدم في إنتفاضة سادتها الفوضى و دمرت فيها البنية التحتية للعمل المجتمعي الذي اسس في السابق لإنطلاق الإنتفاضة الأولى. إن هذا الظهور الرائع لهذه الإبداعات يحتم علينا العمل و بسرعة و بجدية للوصول إلى وضع نعيد فيه الحياة لمؤسسات العمل المجتمعي . التي تضع فلسطين و ليس الإنتماء الحزبي الضيق أساساً و إنتماءاً و عنواناً، هذه المؤسسات يحب أن تأخذ دورها الحقيقي في قيادة الجماهير و صقل التجربة العفوية .
أتمنى منكم أخوتي في هذا الملتقى المشاركة بأرائكم حول كيفية تحويل هذا الإبداع النضالي إلى ظاهرة فلسطينية جديدة .. كيف يمكن أن نحوله إلى مسيرة ملح فلسطينية (مسيرة الملح التي بدأها غاندي وحيداً ، و إنتهى بمئات الألوف يسيرون معه, الملايين، الخطوة الأولى في معركة إستقلال الهند) .