في خضم الإضطرابات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية والتي باتت على شفا هاوية تذكرت أن إدوارد سعيد كان قد كتب نقداً مطولاً لعملية السلام والمستقبل الذي ستجلبه للفلسطينيين .. وبينما أنا أراجع كتاباته تذكرت أن هذا اليوم 25/9، يصادف الذكرى الثالثة لرحيله فقررت ان أكتب مقالاً في ذكرى إدوارد سعيد ..
ولد إدوارد سعيد في مدينة القدس في 1/11/1935، وتلقى تعليمه الإبتدائي في مدرسة المطران في المدينة المقدسة في سنة 1947 ثم إنتقل الى القاهرة حيث عاش مع عائلته وبعض أقربائه، في البداية التحق بمدرسة سانت جورج الأمريكية في القاهرة ثم دخل كلية فيكتوريا البريطانية، والتي طرد منها عام 1951 لرفضه الإلتزام بتعليماتها المشددة، بعد ذلك أرسله والداه الى مدرسة Mount Hermonالإعدادية في ولاية ماساشوستس الأمريكية حيث حصل على الجنسية الأمريكية .
التحق الشاب إدوارد سعيد بمدرسة جولياد الموسيقية حيث أصبح عازفاً ماهراً للبيانو في عام 1957 حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة برنستون، وفي عام 1960 حصل على الماجستير من نفس الجامعة، وبعد ثلاث سنوات أخرى خصل على الدكتوراه من جامعة هارفارد وبعدها أصبح أستاذاً للأدب المقارن في جامعة كولومبيا .
كان إدوارد سعيد يتقن اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية وملماً بالألمانية والإيطالية ولغات لاتينية .. منذ عام 1967 كرس جهوده للدفاع عن الحضارة العربية والإسلامية والقضية الفلسطينية في المجتمع الأمريكي، بعض خصومه من الصهاينة لقبوه " بروفيسور الإرهاب" وفي عام 1977 أصبح إدوارد سعيد عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني والذي إستقال من عضويته عام 1991، وأخيراً توفي إدوارد سعيد في 25 /9/2003 في مدينة نيويورك .
·مؤلفاته :
كتب الراحل العديد من المؤلفات تراوحت بين النقد الأدبي والسياسة الشرق أوسطية الى الأوبرا والأفلام وحتى الترحال وقد كان أيضاً موضوع بحث العديد من الكتب والمقالات .
·ومن أشهر مؤلفاته :
·الإستشراق عام 1978 .
·قضية فلسطين عام 1979 .
·حول الإسلام عام 1981 .
·إلقاء اللوم على الضحية عام 1988 .
·السلام ومساوؤه .
·القلم والسيف .
·نيابة عن المفكر عام 1994 .
·خارج المكان ( سيرة ذاتية ) عام 1999 .
·نهاية العملية السلمية .
·إنعكاس المنفى عام 2000 .
·تجربته كفلسطيني - أمريكي :
لقد قاسى إدوارد سعيد من إزدواجية كونه فلسطينياً وأمريكياً وهذا مما أثر في بناء شخصيته ومواقفه، يقول في كتاب الإستشراق :" من ضمن الأسباب التي دفعتني أن أكتب هذا الكتاب خبراتي الشخصية في تلك الأمور" .. وقد إشتهر سعيد سياسياً حين رشحه الرئيس المصري السابق أنور السادات لتمثيل الفلسطينيين في مفاوضات كامب ديفيد ومما أضاف الى شهرته دفاعه عن الشعب الفلسطيني أثناء الإنتفاضة الأولى من خلال الصحافة الأمريكية، إضافة الى أنه ساهم كثيراً في جعل الولايات المتحدة تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية .
كان إدوارد سعيد معارضاً شديداً لإتفاق أوسلو وقد كانت له رؤيا في دولة مزدوجة القومية على أساس المساواة والتعايش دون خوف من أن يستثني أحد الأطراف الطرف الآخر، وكان هذا الحل في نظره هو الأفضل لإيجاد سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين .. وإستندت رؤيته تلك الى :
1.التوزيع الديمغرافي المتداخل والمعقد بين الفلسطينيين والإسرائيليين مع وجود حتمية الصدام .
2.التفاعل القائم بين الطرفين رغم النزاع يثبت إنهم مرتبطون إرتباطاً وثيقاً سواءاً من الناحية الجغرافية أو الإقتصادية .
3.فلسطينيوا الداخل 1948 الذين يصارعون لإثبات عروبتهم في ظل مجتمع إسرائيل عنصري يعتبرهم مواطنون من الدرجة الثانية .
4.ضيق مساحة الأراضي والإختلاف في التوزيع الديمغرافي يجعل من المستحيل قيام دولتين منفصلتين .
وفي المحصلة فإن إدوارد سعيد هو واحد من أبرز المفكرين في هذا العصر، فقد كانت كتاباته متميزة ليس على المستوى العربي فحسب، بل على المستوى العالمي، لقد ناضل وجد في إيضاح المفاهيم الخاطئة حول العرب والفلسطينيين ، وكان سعيد على ثقة بأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي لن يحل بالعنف، وحدها طريق المصالحه تستطيع ان تؤدي الى سلام حقيقي شريطة ان يحصل الفلسطينيون على حقهم في تقرير المصير وبناء دولتهم .
بقلم : عبد الحكيم صلاحولد إدوارد سعيد في مدينة القدس في 1/11/1935، وتلقى تعليمه الإبتدائي في مدرسة المطران في المدينة المقدسة في سنة 1947 ثم إنتقل الى القاهرة حيث عاش مع عائلته وبعض أقربائه، في البداية التحق بمدرسة سانت جورج الأمريكية في القاهرة ثم دخل كلية فيكتوريا البريطانية، والتي طرد منها عام 1951 لرفضه الإلتزام بتعليماتها المشددة، بعد ذلك أرسله والداه الى مدرسة Mount Hermonالإعدادية في ولاية ماساشوستس الأمريكية حيث حصل على الجنسية الأمريكية .
التحق الشاب إدوارد سعيد بمدرسة جولياد الموسيقية حيث أصبح عازفاً ماهراً للبيانو في عام 1957 حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة برنستون، وفي عام 1960 حصل على الماجستير من نفس الجامعة، وبعد ثلاث سنوات أخرى خصل على الدكتوراه من جامعة هارفارد وبعدها أصبح أستاذاً للأدب المقارن في جامعة كولومبيا .
كان إدوارد سعيد يتقن اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية وملماً بالألمانية والإيطالية ولغات لاتينية .. منذ عام 1967 كرس جهوده للدفاع عن الحضارة العربية والإسلامية والقضية الفلسطينية في المجتمع الأمريكي، بعض خصومه من الصهاينة لقبوه " بروفيسور الإرهاب" وفي عام 1977 أصبح إدوارد سعيد عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني والذي إستقال من عضويته عام 1991، وأخيراً توفي إدوارد سعيد في 25 /9/2003 في مدينة نيويورك .
·مؤلفاته :
كتب الراحل العديد من المؤلفات تراوحت بين النقد الأدبي والسياسة الشرق أوسطية الى الأوبرا والأفلام وحتى الترحال وقد كان أيضاً موضوع بحث العديد من الكتب والمقالات .
·ومن أشهر مؤلفاته :
·الإستشراق عام 1978 .
·قضية فلسطين عام 1979 .
·حول الإسلام عام 1981 .
·إلقاء اللوم على الضحية عام 1988 .
·السلام ومساوؤه .
·القلم والسيف .
·نيابة عن المفكر عام 1994 .
·خارج المكان ( سيرة ذاتية ) عام 1999 .
·نهاية العملية السلمية .
·إنعكاس المنفى عام 2000 .
·تجربته كفلسطيني - أمريكي :
لقد قاسى إدوارد سعيد من إزدواجية كونه فلسطينياً وأمريكياً وهذا مما أثر في بناء شخصيته ومواقفه، يقول في كتاب الإستشراق :" من ضمن الأسباب التي دفعتني أن أكتب هذا الكتاب خبراتي الشخصية في تلك الأمور" .. وقد إشتهر سعيد سياسياً حين رشحه الرئيس المصري السابق أنور السادات لتمثيل الفلسطينيين في مفاوضات كامب ديفيد ومما أضاف الى شهرته دفاعه عن الشعب الفلسطيني أثناء الإنتفاضة الأولى من خلال الصحافة الأمريكية، إضافة الى أنه ساهم كثيراً في جعل الولايات المتحدة تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية .
كان إدوارد سعيد معارضاً شديداً لإتفاق أوسلو وقد كانت له رؤيا في دولة مزدوجة القومية على أساس المساواة والتعايش دون خوف من أن يستثني أحد الأطراف الطرف الآخر، وكان هذا الحل في نظره هو الأفضل لإيجاد سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين .. وإستندت رؤيته تلك الى :
1.التوزيع الديمغرافي المتداخل والمعقد بين الفلسطينيين والإسرائيليين مع وجود حتمية الصدام .
2.التفاعل القائم بين الطرفين رغم النزاع يثبت إنهم مرتبطون إرتباطاً وثيقاً سواءاً من الناحية الجغرافية أو الإقتصادية .
3.فلسطينيوا الداخل 1948 الذين يصارعون لإثبات عروبتهم في ظل مجتمع إسرائيل عنصري يعتبرهم مواطنون من الدرجة الثانية .
4.ضيق مساحة الأراضي والإختلاف في التوزيع الديمغرافي يجعل من المستحيل قيام دولتين منفصلتين .
وفي المحصلة فإن إدوارد سعيد هو واحد من أبرز المفكرين في هذا العصر، فقد كانت كتاباته متميزة ليس على المستوى العربي فحسب، بل على المستوى العالمي، لقد ناضل وجد في إيضاح المفاهيم الخاطئة حول العرب والفلسطينيين ، وكان سعيد على ثقة بأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي لن يحل بالعنف، وحدها طريق المصالحه تستطيع ان تؤدي الى سلام حقيقي شريطة ان يحصل الفلسطينيون على حقهم في تقرير المصير وبناء دولتهم .