اعلم انك تجاوزت كل حدود اللامبالاة معي ...
واعلم إني تجاوزت كل حدود الجنون معك ...
واعلم ان لأقدارنا سطوةُ علينا قد تجاوزت حدود الأساطير ...
اعلم إني أضعت نفسي بين ضباب الوهم المحيط بي من كل جانب ...
واعلم إني كنت كمن يرتجي السمك من البحر الميت !!! ...
اعلم إني حاولت الإنتقام من نفسي وبشتى الطرق لتوهمي بأني سأغيظك بذلك ....
لا ألوم غبائي ...
بل ألوم غروري الذي جعلني أرى أُمورا لا وجود لها ...
لا ادري لم اكتب ؟! ...
لأجل ماذا ؟! ...
ومن ذا الذي سيقرأ حروفي ؟ّ !....
فهي كسابقاتها ...
تُشيعُ في مواكب بكماء ...
لتمر بمدن صماء ...
وتوارى في ارض عمياء ....
لحروفي أنين رخيم يتذبذب على جدران روحي ...
بعبث جنوني ...
ليحيلها إلى ثورات متوالية لا تتوقف ولا يقف بوجهها شيء ...
إن لأنيني المنحور نزف لا يتوقف ....
ولدمعي المسكوب نهر لا ينضب ...
إن لسويعاتي الثقال أقدام كثقل الجبال تسحق جسدي ببطيء لعين ذهابا وإيابا ....
إن لآمالي قبور مهيأة ...
كي توأد آمالي فور ولادتها ...
وقبل إن تشرق عليها أشعة الحياة ...
إن لرحيقنا طعم الحنظل في أفواهنا ....
بل إننا لا نعرف طعم الرحيق الحقيقي ....
اهو حلو حقا ؟! ...
قد جئت فرحة بما قمت بفعله ...
فقد استبشرت خيرا باني قد محوت ما هو مهم من راسي ...
وحين جاء المساء البليد ...
جلست مع نفسي وذُرفت من عيوني دمعتين فرحاً ....
وإذا بي اكتشف باني قد محوت النسيان من راسي !!! ....
لتتحول دمعتي الفرح إلى ثورة عارمة ضد نفسي ...
فآثرت قتلها ...
و لأكثر من مرة ...
وها أنا ذا سائرةٌ بما أُريد ...
وكل ليلة يتكرر هذا المشهد ...
مساء كالح ...
و مدفأة أصابها الصقيع ...
وكرسي هزاز بالي ...
وفنجان نسكافي فارغ ....
وقلم مكسور ...
وقرطاس ممزق ....
وأُنثى غادرها كل شيء ....
حتى بدأت تنسى بأنها أُنثى ...
لتبقى هذه اللوحة الرمادية معلقة على جدران أذهان النساء ...
كي لا يصدقن ان هناك ربيع تزهر له أزهار القلب ..
. لأن عمره لا يتعدى ساعات ... ليحل بعده خريف كئيب ....
وشتاء مميت ...
طويل الأمد !!!