وقفت على شاطيء البحرسائلة الأسماك العوم وسائلة المغادرين ان أغادر معهم، لكنّ الحيرة واليأس يمتزجان داخل القلب الفتّان ،فالعوم في البحر يحتاج الى مهارة ةأنا لست ماهرة لأغوص بين بحورك ، والسّفر يحتاج الى دراية واسعة بخريطة البلدان لكنّ حدود العالم اضمحلّت بين اوراق عينيك. لست سائلة الطير أن اسافر لأحلق معه فالتّحليق في سمائك يعني الجنون ، لكنّ الآلوان تتردّد في الاجابة ،وخفقات القلب تسرع تارّة وتبطيء أخرى ، هي الأحزان ،و هي الأيام ، وهي الحياة ، وهي دموعي وهي ابتسامتي، وهي آهاتي من تجعلني اتردّد في العزف على أوتار القيثارة ، حيث يخلد الرّقص في البداية ، ليصبح ادمانا في النهاية ،فأنا لا أريد الادمان على عشبة الحبّ التائهة ، حيث الاحلام وحيث الأوهام وحيث القصور وحيث السراب ، ليست سعادتي طريقا لمأساتي ، فمن يجعل من بداية لعبته لهوا تنقلب الموازين غدرا ، كان انسانا لا يعرف للحياة معنى فليست قلوبنا من تحدّق يمينا وشمالا بحثا عن طريق نسلكه ، طريق حلمنا به . كنّا قد حلمنا بجنّات وبحور ، لو أن الأحلام تغدو حقيقة لما رأينا من حياة على هذه الارض ، فلا تلوموني ان كنت قد اخترت المشي لوحدي ، لأرقص على معزوفة أوتاري ، لن أجعل من احد يلحن على قيثارتي ، فأنا العازفة وانتم المستمعون.