إعصار التوحيد يحطم وثن الصوفية
المقدمة((1 ))
الحمد لله الذي أبان الحق وأظهره، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. أما بعد:
فلقد أتم الله لنا هذا الدين، وجعلنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلاّ هالك. وفي عصور لاحقة بدأت البدعة تطل بأعناقها فاستحسنها أناس على الهدي النبوي، وارتضوها طريقاً حتى أوردتهم المهالك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم محذراً من ذلك: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق عليه.
ومن أخطر الضُلاّل الذين افتروا على هذا الدين-المتصوفة، الذين لهم باع في الخرافة ومخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم وترك سنته. فجمعنا بعضاً من الفتاوى والنقول التي تبصر المسلم حتى لا يغتر بضلالهم وبدعتهم، وختمنا هذا المبحث بفتاوى علمائنا الأجلاء ليتضح الأمر وتنجلي الجهالة.
جعلنا الله من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
مدارس الصوفية
مدرسة الزهد، مدرسة الكشف والمعرفة، مدرسة وحدة الوجود، مدرسة الاتحاد والحلول.
للصوفية طرق عدة، منها التي اختفت عبر العصور مثل الجنيدية التي تنسب إلى الجنيد، والمحاسبية التي تنسب إلى المحاسبي، والقصارية التي تنسب إلى حمدون القصار.
ومنها التي انتشرت انتشاراً واسعاً في هذا العصر ولها مريدون وكليات ومشيخة ومجلات ومطابع ونفوذ وقوة، وهم الذين تجدهم عند سدنة القبور وصناديق النذور عند الأولياء، فهم يعيشون عيشة ملوك بالأموال الحرام التي يسلبونها من الفقراء والمساكين الذين تأله قلوبهم القبور والأولياء كما زين لهم هؤلاء الصوفية.
وإليك-أخي القارىء-بعض أسماء الطرق الواسعة الانتشار في هذا العصر:
القادرية:
تنسب إلى عبدالقادر الجيلاني المدفون في بغداد حيث تزوره كل عام جموع كثيره من أتباعه للتبرك به.
الرفاعية:
تنسب إلى أحمد الرفاعي-توفى سنة 580 هجرية- من بني رفاعة قبيلة من العرب، وجماعته يستخدممون السيوف والحراب في إثبات الكرامات. وقد انقسمت هذه الطريقة إلى ثلاثة فروع، وهي : البازية، والملكية، والحبيبية.
الأحمدية:
وتنسب إلى أحمد البدوي أكبر أولياء مصر، ولد بفاس ورحل إلى العراق واستقر في طنطا بمصر حتى وفاته علم 624 هـ، وله فيها ضريح مقصود. يزوره أكثر من ثلاثة ملايين, وثبت في المراجع الاريخية أنه شيعي باطني، وقدانقسمت هذه الفرقةإلى ستة عشر فرقة تبعاً لابرز شيوخها وهي: ألمزارقة، والكناسية، والأبنابية، والمنايغة، والحمودية، والعدمية، والحلبية، والزاهدية، والتشعيبية، والبيومية، والتسقيانية، والثناوية، والعربية، والسطوحية، والبندارية، والمسلمية.
الدسوقية:
تنسب إلى إبراهيم الدسوقي، وطريقته تدعو إلى الخروج عن النفس وحظوظها، رأس مالهم المحبة لجميع الخلق والتسليم والسكون تحت مراد الشيخ وأمره، وتدعو إلى العلم والعمل به مع عدم استحباب الخلوة إلاّ أذا كانت بأمر من الشيخ.
الأكبرية:
نسبة إلى الشيخ الأكبر [عندهم] محيى الدين بن عربي، ولها فرعان: الشهاوية، والشرانية.
الشاذلية:
نسبة إلى أبي الحسن الشاذلي، ت علم 656 هـ ، ولد بقرية مرسية وانتقل إلى تونس ودخل العراق ومات في صحراء عيذاب، وتنقسم طريقتة إلى خمسة فروع: الجوهرية، القاسمية، المدنية، الملكية، القووقجية.
البكدائية:
ينتمي إليها الأتراك العثمانيون، وهي ما تزال منتشرة في ألبانيا، وهي أقرب إلى التصوف الشيعي.
المولوية:
أنشاها الفارسي جلال الدين الرومي، والمدفون بقونية، وهو ممن أدخل الرقص والإيقاعات في حلقات الذكر، وهي منتشرة في تركيا وآسيا الغربية ولهم بقايا في حلب وبعض أقطار المشرق.
النقشبندية:
تنسب إلى بهاء الدين محمد بن محمد البخاري الملقب بشاه نقشبند، ت عام 791هـ وهي طريقة منتشرة في فارس وبلاد الهند وآسيا الغربية.
الملامتية:
وهي طريقة أباح بعضهم مخالطة النفس بغية جهادها ومحاربة نقائصها، وظهر الغلاة منهم في تركيا حديثاً بمظهر الأباحية والاستهتار وفعل كل أمر دون مراعاة للأوامر والنواهي الشرعية.
الميرغنية:
وتنسب إلى محمد عثمان الميرغني، وهي منتشرة في السودان ومصر.
السنوسية:
وتنسب إلى محمد بن علي السنوسي، وهي منتشرة في ليبيا والمغرب العربي.
الصوفية وأنتشارها في العالم الاسلامي
مدارس الصوفية كثيرة فلا تكاد تجد بلدة من بلاد الإسلام-إلاما شاء الله- ولا قرية من قراه إلا وفيها قبور ومشاهد، يعتقدونها ويعظمونها، وينذرون لها ويهتفون بأسمائها، ويحلفون بها، ويطوفون بفناء القبر، ويسرجونه ويلقون عليه بالورد والرياحين، ويلبسونه الثياب، ويصنعون كل أمر يقدرون عليه من العبادة لها وما في معناها من التعظيم والخضوع والخشوع والتذلل والافتقارإليه.
وقدأصدرت مشيخة الطرق الصوفية في مصر جدولاً يضم أسماء الطرق الموجودة فيها حيث بلغ عددها المعترف به من قبل المجلس الصوفي الأعلى حتى عام 1989م اثنين وسبعين طريقة.
وكل طريقة من تلك الطرق يتفرع عنها عشرات المئات من الطرق الأخرى فمثلاً الشاذلية يتبعها فروع كثيرة منها طريقة تسمى الحامدية الشاذلية، وهذه الطريقة فقط يصل عدد فروعها في جميع قرى ومدن الريف المصري إلى ألف فرع. وتلك الطريقة وكل الطرق إنما هي قائمة على القبور وحول القبور، يقدسون أصحابها، ويستغيثون بهم، ويطوفون حول أضرحتهم، ويسألونهم من دون الله تعالى. وبلغ من كثرة هذه الطرق أن تحولت معظم مساجد القاهرة الكبيرة وعواصم المحافظات فضلا عن الغالبية العظمى من مساجد الريف قد تحولت من بيوت الله إلى مقابر للأولياء والصالحين، تمارس فيها كل مظاهر الشرك بالله من طواف ودعاء واستغاثة وتقبيل للأعتاب.
ومن هذه القبور قبر ما يسمى بالسيد الدسوقي، فقد شارك في الاحتفال السنوي الذي يقام احتفالاً بذكرى مولده عام 1982 نحو مليون شخص! وكذلك قبر السيد البدوي، وهو الوثن الأكبر الذي يؤتى عنده أنواع من الشرك الأكبر، وتقدم له النذور، ويجعل له الفلاحون الفقراء النصف والربع في أنعامهمم وزروعهم بل وأولادهم فيأتي الرجل بنصف مهر ابنته ويضعه في صندوق النذور قائلاً: هذا نصيبك يا بدوي!! ويقام له كل عام ثلاثة موالد، يشد الرحال إليها الناس من أقصى القطر المصري، ويجتمع في المولد الواحد أكثر من ثلاثة ملايين-والعياذ بالله! نسأل الله أن يعجل بهدم وحرق كل الأصنام الموجودة على أرض الكنانة.
أما في بلاد الشام فلا يزال السواد الأعظم من المسلمين يغدون ويروحون إلى عظام بالية يقدمون لها الهدايا، ويذبحون لها النذور، ويطوفون حولها، فهناك القبر الأكبر الذي يحظى بحج الجماهير إليه وهو ما يقال عنه قبر زينب بنت علي بن أبي طالب فحولها طاف الكثيرون وكأنهم حول الكعبة.
أما في نيجيريا فيقدَّر أتباع الطريقة التيجانية فقط بأكثر من عشرة ملايين! . أما الطريقة الختمية فلها أتباع وأنصار بالمغرب والسودان الغربي وشمال أفريقيا ومصر وغيرها بأكثر من عشرات الملايين! ومؤسس هذه الطريقة يطالب أتباعه إذا وقع الواحد منهم في الكرب أن يناديه هو لا أن يلجأ إلى الله ويقول:
إذا كنت في هم وغم وكربة + فنادني أيا مرغني أنجيك من كل كربة
أما في آسيا ففي بلاد الهند انتشرت الطريقة البريلوية وامتدت إلى باكستان، ولها أتباع كثيرون . ومبادؤها تمثل الغلو في شخص الرسول صلى عليه وسلم ومهاداة أهل السنة، ويقول مؤسسها أحمد رضا موضحاً منهج الصوفية في الابتعاد عن التوحيد: إذا تحيرتم فاستعينوا بأصحاب القبور.
ولا تكاد تجد في بلد من بلاد الهند ولا قصبة من قصباته ولا قرية من قراه إلاّ وفيها قبر ولي، يعبدونه جهاراً ويلقون عليه ورداً ورياحين، ويوقدون عليه السرج، ويسافرون إليه في شهر معين من كل سنة زرافات ووحداناً، وينذرون له بأنواع من النذور ويبذلونه لسدنة القبور ومجاوري المقبور، فإذا وصلوا إليه بعد مشقة فعلوا به من الطواف والتقبيل والاستلام والقيام بالأدب التمام في محاذاة قبور الكرام ونحوهما-مما هو شرك بحت في الإسلام.
أما أذا انتقلت إلى البلاد التركية والرومية والأفغانية بل في بلاد تركستان الصينية، فتشاهد الكثير من المسلمين يعبدون القبور وأهلها، ويستغيثون بهم ويدعونهم لدفع الكربات، وينذرون لهم النذور ويحجون إلى المشاهد والقبور، مع ارتكابهم أنواع الفجور فضلاً عن البدع والشركيات. وقد بنوا عليها قبباً ومساجد واخذوها أوثاناً يعبدونها من تدون الله, فأعيدت الجاهلية الأولى والوثنية الجهلاء في صورة القبورية الخرقاء.
يتبع ...............