شعاع * كلاشينكوف.. عيد ميلاد سعيد *
بالامس القريب احتفلت روسيا بعيد ميلاد "رشاش الكلاشنكوفak47"، نعم عيد ميلاد قطعة سلاح "حديدية" أصبحت رمزا وفخرا لصناعة السلاح الروسي الذي نافس بل بذ صناعات وطنية هامة: (الكافيار والفودكا والكتاب) الذي يصدرونه لانحاء العالم ويبقى المفضل لدى الجميع. وللسلاح هذا ، سيرة ذاتية تبدأ ، بأنه سلاح هجومي رشاش ، خفيف الحمل والظل كما يراه المقاتلون الذين يخوضون الحروب من اجل السلام . وقد صممه الروسي ميخائيل كلاشينكوف الذي يحمل اسمه ، أثناء اقامته في المستشفى خلال الحرب العالمية الاولى عام 1941 وجربه الجيش عام 1947 لاول مرة ، ومن ثم أنتج منه بكميات كبيرة ليدخل عام 1955 للخدمة . وبعد أن أثبت وجوده وملأت سمعته العالم وانتشر وخاصة لاستعمال حركات التحرر الوطني ومنها الثورة الفلسطينية لسهولة استعماله وفعالياته العالية . وأصبح الكلاشينكوف حلم جيوش الدول.
وهناك اليوم عدد من الدول تقوم بتصنيعه ، ومنها الصين الشعبية ، كوريا الجنوبية ، بلغاريا ، ألمانيا "الشرقية" ورومانيا ، بولندا ، يوغسلافيا ، العراق ، مصر وسوريا . ومن اهم مميزاته أنه يطلق 600 رصاصة في الدقيقة ويستعمله اليوم اكثر من 55 جيشا.
هذا الكلاشينكوف الذي ذاع صيته ، أصبح اليوم عمره ستين عاما ولا زال وكأنه شاب في عزه ، لديه كاريزما لدى البعض الذين يرون في وجوده بينهم ضرورة وحاجة ملحة لصفاته المميزة وفاعلية أعماله للدفاع عنهم من سلطة القوى الغاشمة . محبوه كانوا ولا يزالون من الدول التي تقوم بحروب تحرير وثورات ضد المستعمر ، وأكثرها في دول العالم الثالث.
أصبح "الكلاشن" الكلمة التي يستخدمها المقاتلون الفلسطينيون وهم يستعملونه ويتأبطونه وكأنه الحبيبة التي يتغزلون بها . وقد أصبحت بينهم علاقة وثيقة وأصبح رمزا من رموز المقاومة ضد الاحتلال كالكوفية الفلسطينية المعروفة في العالم بذلك .. كما أصبح له مكان في ثقافة المقاومة والفلكلور الفلسطيني لدى الفدائي ، والمقاوم والفتى والمرأة الذين يحملون السلاح في وجه الاحتلال. وظهر الكلاشينكوف في الوجدان الشعبي أذ تقول الاغنية: ".. وشبل بلادي بيتعلم على الكلاشينكوف... وجيش الصهيوني سلم في قلبه خوف". وأيضا: "قالوا جيبوا ابن الفدائي ولبسوه بدلة أشبال.. وحملوه كلاشنكوف.." ، وهللت النساء له في الاعراس وغنت له في الزفة: حسين يلح البروقي ـ ما في عوقي ـ كلاشنكوفي يسابقني يطير في شوقي. ولهذا "الرفيق" عند الفلسطينيين محبة خاصة لأنه يساهم في حربهم ضد العدو.
اليوم أصبح عمر هذه البندقية (60 عاما) ولا زال الفلسطينيون يحملونها للدفاع عن أرضهم المسروقة منذ أكثر من عمره وقد أصبح عمر "والده" (87 عاما) ، وهو سعيد للاحتفال به وكان قد أنجبه وعمره (27) عاما ليكون بطلا في هذه السن المبكرة ليخدم ويحمي مصالح بلاده كما يقول ويشكو ايضا من استعماله استعمالا خاطئا من البعض.
نقول للكلاشينكوف ومخترعه ولبلده مبروك ، ونرجو من الله أن يطيل عمر مخترعه لحين بناء الدولة الفلسطينية المستقلة التي يأمل المناضلون بحمل السلاح لحين تحقيق هذا الحلم العزيز و"ليركنوه" بعد ذلك في متحف الذكريات الوطنية للأجيال القادمة التي تبحث وتعمل من أجل سلام دائم ، ومن أجل حياة أفضل. فكل عام وأنت بخير ، لتظل مساندا لحقهم بالدفاع عن وطنهم واسترجاعه،