



واختصرت طقوس الوداع الأخير
وافترقنا قائلا كوني بخير
عدت وأنا اشعر كأن المدينة خالية من الناس
لا اسمع إلا وقع خطواتي ونبض قلبي
ولا أرى إلا شريط طويل من الذكريات
يمتد عبر المدى
بمدى العمر الذي قضيناه معا
أقاوم الرغبة في البكاء
واستنشق هواء رغبة التحدي
أن ما مر مجرد هراء وبأننا مستحيل أن نفترق
أترقب أن يرن الهاتف
وتخبرني أن الرحلة قد ألغيت
فاشعر كأني مريض في غرفة الانتظار
وهناك من يخبره أن الطبيب ألغى الموعد
ورحل في مهمة
فيتسائل في ذهول هل استطيع احتمال الالم
فيدعو بالصبر الجميل
كان ليل طويل
تصورت انه لن ينتهي
والشمس بدأت تشرق
وانا ما ازال اتقلب ذات اليمين وذات الشمال
مرة في برد الجفا ومرة في حر الشوق
وعيناي مغمضتان ترفضان ان تعترفا
بنهاية الحلم
وقضيت اليوم في صلاة ودعاء ان يحفظك الله
وان يصبرني
فانا لا املك الا ان احبك
وارى في قيد حبك مصدر حريتي
اشعر انك قدري
وفي المساء التالي
انواع المشاعر تتصارع مع قائمة الاسئلة
فكنت محور الحديث بين القلب والعقل
يقول عقلي اعترف انه يحبك
ولكن ليس بالقدر الذي تحبينه
فحبه لك يشبه حب الام لطفلها الوحيد
تخاف عليه و تفديه وترى حياتها في
استمرار حياته
وحرصه عليك يشبه حرص الفقير
على فتات الخبز لانه ذاق مرارة الجوع
وخوفه عليك كخوف التاجر على ضياع
رأس ماله الذي أفنى شبابه في جمعهِ
فهل يا ترى سأستيقظ من ذاكَ الكابوس
وأحيى معكِ حلم طالما تمنيتُ تحقيه