هذه الايه قرائنها جثير وبنسمعها جثير تعالو نشووف شو معناها
وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين
وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين
السؤال
يقول الله عز وجل في سورة الأنفال: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُالْمَاكِرِينَ} [سورة الأنفال: آية 30] ما معنى {وَاللَّهُ خَيْرُالْمَاكِرِينَ}؟
هذه الآيةفي سياق ما ذكر الله سبحانه وتعالى من مكيدة المشركين ومكرهم برسول الله ـ صلى اللهعليه وسلم ـ حينما تآمروا على قتله وترصدوا له ينتظرون خروجه - عليه الصلاة والسلام - فأخرجه الله من بينهم ولم يشعروا به، وذهب هو وأبو بكر الصديق رضي الله عنهواختبيا في الغار (في غار ثور) قبيل الهجرة إلى المدينة ثم إن الله سبحانهوتعالى صرف أنظارهم حينما وصلوا إلى الغار، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مختبئفيه هو وصاحبه، ووقفوا عليه ولم يروه.
حتى إن أبا بكر الصديق رضي الله عنهقال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى موضع قدمه لأبصرنا،فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (يا أبا بكر ما ظنك باثنين اللهثالثهما) [رواه الإمام البخاري في "صحيحه" (4/189، 190) من حديث أبيبكر الصديق رضي الله عنه] فأنزل الله جل وعلا: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْنَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْهُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَافَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُود لَّمْ تَرَوْهَاوَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَالْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [سورة التوبة: آية 40].
هذاهو المكر الذي مكره الله جل وعلا لرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن أخرجه من بينأعدائه ولم يشعروا به مع حرصهم على قتله وإبادته ثم إنهم خرجوا في طلبه، ووقفوا علىالمكان الذي هو فيه، ولم يروه لأن الله صرفهم عنه كما قال تعالى: {وَإِذْيَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْيُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[سورة الأنفال: آية 30].
وهذا المكر المضاف إلى الله جل وعلا والمسندإليه ليس كمكر المخلوقين، لأن مكر المخلوقين مذموم، وأما المكر المضاف إلى اللهسبحانه وتعالى فإنه محمود، لأن مكر المخلوقين معناه الخداع والتضليل، وإيصال الأذىإلى من لا يستحقه، أما المكر من الله جل وعلا فإنه محمود؛ لأنه إيصال للعقوبة لمنيستحقها فهو عدل ورحمة.
المفتي : الشيخ صالح بن فوزان الفوزان