تحذير هام.. لا تقرأ السطور التالية إذا كنت ممن يعانون من أمراض ضغط الدم المرتفع أو المنخفض أو من تلك الطائفة البشرية التي تتفاعل مع ما تقرأه حتى أذنيها ، فالتفاصيل فعلاً تحرق الدم ففي الوقت الذي بدأت فيه دولة كوبا، أشهر منتج للسجائر على مستوى العالم، محاربة التدخين وقامت بمنعه في الأماكن العامة، ارتفعت فاتورة تدخين العرب بشكل جنوني حتى أنها وصلت في مصر وحدها إلى 7.7 مليار جنيه بزيادة نسبتها 11% عن العام المنصرم 2005، حيث استهلك المصريون خلال العام الماضي نحو 70 مليار سيجارة ونحو 21 ألف طن معسل وهو ما يعني ان نصيب المصري من السجائر زاد إلى 960 سيجارة في السنة وهو معدل مرتفع بكل المقاييس.
شيرين حرب
وتشير الأرقام إلى أن تجارة التدخين أصبحت تجارة مربحة " رغم ان بعض الفقهاء قد حرم أرباحها مستندين في ذلك على أنها تسهم في نشر مرض عضال يتسبب في خسائر مادية وبشرية تفوق الأرباح التي يجنيها أصحابها أضعافاً مضاعفة .
في السعودية
ولم ترتفع الفاتورة في مصر وحدها فقد أظهرت إحصائيات حديثة أن عدد المدخنين في السعودية يصل إلى 6 ملايين شخص من الذكور والإناث، وأن 40% من إجمالي عدد المدخنين هم من الأطباء 50% من المعلمين
وقالت رئيسة اللجنة الطبية النسائية الدكتورة سهير مكي إن المدخنين في المملكة يستهلكون 15 مليار سيجارة سنويا وبتكلفة تبلغ 633 مليون ريال لتكون السعودية بذلك الدولة الرابعة على مستوى العالم في استيراد واستهلاك السجائر.وقالت الدكتورة مكي إن إحصائيات حديثة أثبتت أن عدد المدخنين في السعودية يصل إلى 6 ملايين مدخن ومدخنة.
في العراق
فيما تحولت تجارة التبغ فى العراق إلى سوق تديره المافيات فلم تعد تلك التجارة العادية التي تقبل الربح والخسارة وإنما باتت لا تقبل سوى الربح ولا ترضى بالخسارة قط .
وتدار تجارة التبغ في العراق من قبل حفنة من التجار دشنوا بعيدا عن أعين القانون رابطة يسيطرون من خلالها على أكبر تجارة في العراق لتتعدى إلى سيطرتهم على بعض دول الجوار وخاصة تلك التي تفرض رسوماً عالية على التبغ.
جدير بالذكر أن تجارة السجائر كانت ممنوعة بالعراق في عقد الثمانينات،حتى غنه لا تدخل السجائر المستوردة إلا عن طريق الدولة وتوزع أيضاً عن طريقها في الأسواق المركزية والجمعيات ومنافذ أخرى، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على المنتج المحلي بينما سمحت الدولة خلال التسعينات باستيرادها والسماح لتجار آخرين مقابل إتاوة تدفع للرؤوس الكبار .
في أمريكا
وفي الوقت الذي تزيد فيه فاتورة السجائر على المستوى العربي قالت الرابطة القومية للمدعين العامين الأمريكيين إن عدد السجائر المباعة في الولايات المتحدة في عام 2005 انخفض إلى أدنى مستوى في 55 عاما حيث بيعت 378 مليار سيجارة في الولايات المتحدة.وقالت إن مبيعات السجائر انخفضت بشكل إجمالي بنسبة أكثر من 21 في المئة منذ الاتفاقية والتي رفعت أسعار السجائر وفرضت قيودا على السياسات التسويقية للشركات.وجاء في بيان للرابطة أن أرقاماً اتحادية بشأن الضرائب على التبغ أوضحت أن مبيعات السجائر انخفضت بنسبة 4.2 في المئة من مستوياتها عام 2004 في اكبر نسبة انخفاض في عام واحد منذ عام 1999.
وأضافت الرابطة انه بهذا الانخفاض يستمر اتجاه نزولي لتدخين السجائر بدأ منذ ثماني سنوات منذ بدء سريان اتفاقية التسوية لعام 1998 بين الولايات الأمريكية وشركات التبغ والتي سويت بمقتضاها دعاوى قضائية بين الولايات وشركات تبغ بشأن تكاليف علاج مواطنين من أمراض متصلة بالتدخين.
يذكر أن معظم البلدان التي يرتفع استخدام التبغ فيها هي الفقيرة والتى تنفق بدورها نسبة أكبر من دخلها على التبغ على حساب الاحتياجات الأساسية للإنسان من غذاء ومسكن وتعليم ورعاية صحية .بل إن بعض الخبراء يرون أن التبغ يزيد من تفشي الفقر بين المدخنين وعائلاتهم وذلك لأنهم يكونوا أكثر عرضة للمخاطر المرضية كالإصابة بالسرطانات أو نوبات القلب أو الأمراض التنفسية وغيرها من الأمراض الناجمة عن استخدام التبغ وبالتالى حرمان هذه العائلات من دخل هم فى حاجة إليه .
فاتورة تدخين العرب ارتفعت بشكل جنونى
ويعمل التبغ على زياة الأحمال المالية على أكتاف الدول الفقيرة حيث يزيد من التكاليف الموجهه للرعاية الصحية فضلا عن تراجع حجم الإنتاجية الذي قد يسببه المرض إلى جانب ما تدفعه الدوله من فاتورة تضيع فيها العملات الصعبة .
الأشد فقرا
وأكدت إحدى الدراسات أن أغلب من يميل إلى التدخين هم أشد الناس فقرا وحيث تذكر الإحصائيات أن 84% من المدخنين يكونوا فى البلدان النامية تلك التى تمر بفترات انتقالية اقتصادية وفى داخل البلد نفسه يكون الفقراء والأميين هم أكثر المدخنين وهم كذلك أكثر من يتحمل العبء الاقتصادى والمرضى الناتج عن التدخين . وكانت دراسة قد أجريت فى بريطانيا في وقت سابق قد أشارت إلى أن 10% من النساء ، 12 % من الرجال فى الطبقات الاجتماعية العليا من المدخنين على حين وصلت النسبة إلى 25% من النساء و40 % من الرجال فى أوساط الطبقات الاجتماعية الدنيا ، والمدخنين الفقراء غالبا ما ينفقوا دخلهم الزهيد على شراء التبغ وتحويل مواردهم القليلة إليه بدلا من سد احتياجاتهم الحيوية .
وهناك دراسة أخرى في الهند أكدت أن العائلات الفقيرة تنفق على التدخين على ما يزيد عن عشرة أضعاف ما تنفقه على التعليم – وأطفال الشوارع.ومع انتشار تجارة التدخين تسابقت مختلف الشركات للترويج لسلعها ولاسيما في تلك الأسواق التي تحظى بإقبال كبير من الزبائن ليتحقق لتلك الشركات هدفها المرجو من، الإعلان وذلك عبر وضع إعلانات تحمل أحدث صيحة في أسلوب العرض وجذب الزبون بأحجام مبهرة ولاضير في ذلك إذا كانت تتماشى مع التعليمات وتضع رسالة تحذيرية من أثارالتدخين المدمرة إلا أن ما شهدته بعض تلك الأسواق حسبما ذكرت صحيفة الرياض السعودية هو مخالف لذلك كله فقد انتشرت ظاهرة الإعلانات التجارية للسجائر بمختلف أنواعها في مخالفة صحية واجتماعية واضحة، فغدت جدران أشهر المراكز التجارية في بعض المدن العربية وقد ترصعت بلوحات ذات مقاسات كبيرة ووضعت في أماكن ملفتة وتحمل عبارات ساحرة للترويج لهذا النوع من السجائر أو ذاك وكأنها تدس السم في العسل .
وبالأخذ بعين الاعتبار أحقية أصحاب تلك المراكز في زيادة مكاسبهم عبر الإعلان التجاري الذي يعد أحد أهم أوجه الكسب المشروع الذي تعتمد عليه بعض تلك المراكز في تغطية مصاريفها التي تدفعها للإيجار أو الكهرباء أو غيرها فأنه ومع ذلك كله لابد من إدراك الآثار السلبية الحتمية التي ستتركها تلك الإعلانات في نفوس النشئ عند رؤيتها وقد وضعت أمام أعين الجميع دون إنكارها فلا شك في أن وجود مثل هذه الإعانات فيه نشر لعادة غير صحية تضع على كاهل الدول عبء انفاق مليارات الدولارات من أجل تقديم الرعاية الصحية للمصابين بمرض السرطان جراء التدخين.
الغير مشروعة
وعن واقع تجارة التبغ في الإمارات كشفت دراسة حديثه أن خسائر الدولة نتيجة التجارة الغير المشروعة في التبغ وصلت إلى 95.7 مليون درهم وأشارت المصادر إلى أن قرابة 35 في المئة من السجائر والتبغ المستهلك في الإمارات يندرج في إطار الأنشطة غير المشروعة بما في ذلك التهريب وعدم دفع الجمارك سواء كلياً أو جزئياً، وكذلك التقليد.
وأشار ناصر راشد الناصر، مدير العلاقات والشؤون التنظيمية لمنطقة الخليج العربي في شركة بريتش أميركان توباكو الشرق الأوسط إلى أن حجم سوق السجائر في الإمارات وصل إلى 3,5 مليار سيجارة في العام 2004، فيما وصل حجم سوق الخليج إلى 27 مليار سيجارة 3,24 مليار منها فقط شرعية، وتستحوذ السعودية وحدها على 15,95 مليار سيجارة.
وتأتي تلك التصريحات في الوقت الذي تشهد فيه السوق المحلية زيادة ملحوظة في استهلاك التبغ الرخيص والمهرب خاصة في أماكن التجمع العمالية والمعسكرات حيث تتوفر أنواع سجائر بأسعار تصل إلى درهم واحد الأمر الذي اعتبره الناصر دليلاً على أن تلك السجائر لم تدفع عنها أي جمارك لأن أقل ضريبة على علبة السجائر الواحدة هي درهمان، أضف إلى ذلك أن تلك المنتجات تخرج عن نطاق المواصفات القياسية سواء الخليجية أو العالمية.
وقال الناصر، وكما ذكرت صحيفة الإتحاد الإماراتية،:" تتدفق على أسواق الإمارات أصناف رديئة من السجائر تدخل عن طريق التهريب بالأساس إضافة إلى دخول كميات أخرى بتسهيلات في بعض المنافذ سواء بعدم دفع الجمارك بالكامل أو الدفع الجزئي لها حيث ترى بعض الموانئ أن من مصلحتها إغراء الشركات والموزعين باستيراد التبغ عن طريقها مقابل عدم دفع الجمارك بالكامل الأمر الذي يتيح لها تحقيق موارد من خدمات عدة منها الرسوم وتكاليف الأرضيات وغير ذلك".
وأوضح الناصر أن ضبط واردات الدولة من التبغ يعود بالفائدة على الخزينة الحكومية التي خسرت في العام الماضي ما يزيد على 95 مليون درهم، كما أنه يضمن دخول منتجات مطابقة للمواصفات وملتزمة بتعليمات الصحة العامة مثل التحذيرات المكتوبة على وجه العلبة حيث أنه يتعين أن يكتب التحذير على الوجه وبصورة بارزة، بينما نجد أن التبغ المهرب لا ينطبق عليه هذا الشرط، وغالباً ما تكتب عبارة التحذير على الجانب وتكاد لا تُرى. ودعا الناصر الجهات المسؤولة وفي مقدمتها وزارة الصحة إلى اختبار عينات من التبغ الرخيص والرديء المنتشر في الإمارات حالياً لما يمثله من خطر كبير على المدخنين.
الرخيصة والمهربة
تجدر الإشارة إلى أن السجائر الرخيصة والمهربة تتدفق من عدة دول ومنها بنجلاديش والصين واندونيسيا، وغالبية الماركات الرخيصة المنتشرة في الإمارات ليس لها وكلاء أو موزعون رسميون في الدولة، ويقتصر الأمر على مكاتب لبعض الشركات المنتجة غير أن التعاون بين هذه المكاتب والجهات المسؤولة غير قائم. وأشار الناصر إلى أن منتجات الشركات العالمية المعروفة لا تهرب، وإنما تقلد حيث أن الشركات العالمية تعتمد نظاماً دقيقاً يضمن عدم قيام أي من الموزعين بإساءة استغلال علاقته مع الشركة، وتراقب الكميات التي توردها له سنوياً بانتظام، والتي يتم استهلاكها في السوق المحلية التي يخدمها هذا الموزع، وبالتالي تنتبه إذا ما طلب الموزع أو الوكيل كميات مضاعفة.
المقلدة منها
وفيما يتعلق بعمليات التقليد يقول ناصر راشد الناصر: لا تتوفر أرقام دقيقة عن هذا الأمر ولكن هناك تعاونا بين الشركات العالمية المنتجة للتبغ وسلطات الجمارك في مختلف الدول، ويتم إخطار تلك الجهات في حالة اكتشاف عمليات تقليد• وأضاف: المشكلة الأساسية التي نواجهها هي التهريب، والظاهرة في الإمارات تفوق دول المنطقة الأخرى حيث أن السجائر التي دخلت البلاد بطريقة شرعية يستحيل أن تباع بأقل من ثلاثة دراهم للعلبة لأن أقل جمارك تدفع عنها هي درهمان، فما بالنا والسوق مليئة بسجائر بسعر درهم ، ودرهم ونصف، ودرهمين. واقترب إجمالي حجم التجارة غير الشرعية في التبغ بالإمارات إلى المليار سيجارة تقريباً في عام 2004 (952,7 ، في مقابل 610,5 مليون سيجارة في عام 2003، ولتوضيح حجم المشكلة يكفي القول إن إجمالي تجارة التبغ غير المشروعة في الإمارات يمثل حوالي مليار سيجارة من بين حجم سوق قدره 3,5 مليار سيجارة، في مقابل 667 مليون سيجارة غير شرعية في السعودية من سوق حجمه 15,9 مليار سيجارة.
وتشير الإحصائيات إلى أن إجمالي خسائر الشركات العالمية المصنعة للتبغ وصل إلى 42,9 مليون دولار في منطقة الخليج خلال عام منها 19,6 مليون دولار في الإمارات .وفي ألمانيا سيكون من بين المدخنين، بكلّ تأكيد، من يلعن آلة البيع الآلى للسجائر عندما يفشل فى شراء علبة سجائر من هذه الالة لانها تصر على التعرف على سنه وذلك من خلال البطاقة البنكية. حتى تحصل على سجائرك عليك النجاح في امتحان القبول، فيجب أن تبلغ السن القانوني من خلال البطاقة البنكية التي تحملها ، حتى تسمح لك آلة البيع الآلي الحصول على علبة السجائر .
ولن تعود هذه الالات التى سيبلغ عددها العام المقبل نحو 500 ألف آلة ترضى بمجرد أن يضع المدخن سعر علبة السجائر فى الماكينة، لان هذه الآلات سيتم برمجتها لترفض البيع لصغار السن تحت السادسة عشرة. وسيتكلف هذا التعديل الكثير من المال مما سيحتم إلغاء عديد من الآلات فى الاماكن التى يعتقد المستثمرون فى هذا المجال أن وضع آلة بيع ذاتى للسجائر فيها لن يكون مجديا من الناحية الاقتصادية، بسبب ارتفاع تكاليف التركيب والصيانة، خاصة وأن الاعوام الماضية شهدت ركودا لبائعى السجائر حيث ارتفعت الضرائب على السجائر مرتين خلال العامين والنصف الماضيين.
التبغ يزيد من تفشى الفقر
ويخشى المستثمرون من فقدان 30 بالمائة من حجم مبيعاتهم بسبب التعديل الجديد رغم أنه يرحبون به لانه سيحمى صغار السن من التدخين فى سن مبكرة حيث يعتقد أن الكثيرين من البالغين سيفشل فى الحصول على علبة السجائر من الالات المعدلة لان كثيرا من الناس مازالوا لا يعرفون البطاقة النقدية. وحسب بيانات رابطة البنوك الالمانية، هناك 64 مليون بطاقة نقدية، وهى البطاقة التى يتم شحنها مثل بطاقة التليفون فى 300 ألف مكان فى ألمانيا، وهناك 90.1 مليون بطاقة بنكية فى ألمانيا، 70 بالمائة منها فقط بها وظيفة البطاقة النقدية.
الاعلانات التجارية
أكدت الكثير من الدراسات المتخصصة أن الإعلانات التجارية أصبحت تعد أخطر واقعة اجتماعية وإعلامية واستهلاكية في عصرنا الحاضر، وذلك كونها أصبحت أحد معالم المجتمع الحديث والذي لايمكن الاستغناء عنها،كما أكدت تلك الدراسات ان الإعلان من الأمور التي تتسم بالحساسية لما لها من تأثير كبير على المستهلك أكان ذلك المستهلك صغيراً أم كبيراً، كما أن مصير المستهلكين لم يعد في جيوبهم ولا بين أيديهم بل أنه غدا أمام أعينهم ، وخرجت مقابل ذلك أصوات غيورة ترى أن من الضروري على الإعلان في الوقت الذي يهدف إلى الربح المادي وجذب المشتري يجب أن يراعي الجانب الأخلاقي في جانبيه الديني والاجتماعي. .
وأبدت تلك الأصوات الغيورة امتعاضها ممن يرون أن من حق التاجر أن يروج لسلعته بهدف الكسب المادي الصرف دون النظر للاعتبارات آنفة الذكر وفي ظل الشد والجذب بين هذا الطرف أو ذاك يبقى الفيصل في هذا الجانب الرجوع إلى أنظمة ولوائح وزارة التجارة التي تنص على أن تتضمن الإعلانات التجارية ضوابط وهي : أن يكون الإعلان منسجماً مع عادات وتقاليد البلد, الأمر الثاني أن تتلاءم مادته الإعلانية من الذوق السليم وأن تراعي الصور الآداب العامة,وأن تكون تلك الإعلانات باللغة العربية الفصحى .
