"وفا" صديقي.. أعيش بك دائماً..
لقد كنا زملاء في العمل الشبابي من حين التقينا.. وكنا نتعلم أبجدية السلام في ذلك المحراب، و كانت أحلامنا صغيرة، وكبرت معنا حتى صارت كبيرة بحجم وطن.. حقاً مرت الأيام بسرعة حتى إننا لم نشعر بها إلا حين صممنا أن نعلن شبيبة السلام.
كنتَ دائماً تنظر وكأننا لن نعود نلتمس تحت ضوء شمس نابلس الرطبة أحلامنا، فعلاً كانت أحلامنا صغيرة جداً.
أتذكر يوم التقينا، كان نهاراً جميلاً حين تعرفت عليك، يومها ضحكت في أعماقي.. ابتسمت للقياك.. وبعد أن عرفتك عن قرب.. كنتَ تقول إن الجوهر هو قاعدة الجمال .. تعرفتُ أكثر على جمال نفسك.
صديقي العزيز:
رحيلك يا صديقي ترك فراغا كبيراً، لم أعد أسمع طرائفك الشعبية، وحبك للاجتماع بالأصدقاء، وأشياء كثيرة نتقاسمها مع بعض. تخطر على بالي أحلامنا بأن ننقل إبداعنا وحبنا للوطن إلى أطفالنا- إن تزوجنا - كما كنت تقول دائماً، خصوصاً أننا نعيش يومنا الفقير لا نحلم سوى بنرجيلة وكسرة خبز ووليمة تتكون من فول وبصل إن كان يومنا جيداً؟
عزيزي وفا:
كم من الوقت أحتاج حتى أستطيع ملء فراغك، كم يا صديقي من الوقت أستطيع أن أجبر الذاكرة على تقبُّل حقيقة رحيلك، كم من الوقت أستطيع أن أقنع عزيزتك "لمى" بحقيقة رحيلك.. إنها ترفض كل ما يقال.. كل ما يُكتب. أنت ابن هذا الوطن.. ابن فلسطين التي ترعرعت فيها وزرعت فيها ابتسامتك بين رياض الأطفال ومعسكرات السلام، وعبر حنانك وكل اهتماماتك وجل محبتك كانت لنا ومن أجلنا.
المصاب فينا كبير.. كنت شاباً بارعاً في جلب الآخرين.. وكنتُ أشعر بالسعادة حين تناديني (أبا وطن) لأنك تعرف كم أحب هذا اللقب، وأحب تاريخه.
نعم يا صديقي كنت إنساناً طيباً وأخاً شجاعاً..
كنت رفيقاً على الدرب.. رحيماً بزملائك.. نعمَ الأخ أنت ..
وداعاً يا صديقي العزيز.. وداعاً وفا.. ولعلك تجد مكاناً أفضل هناك في السماء ..
وداعاً يا صديقي المبدع.. وداعا أيها الشاب الجميل..
وداعاً على أمل أن ألتقي بك في عالم آخر.. حتى أحكي لك عن طرائفنا، وعن تجمعاتنا ومعسكراتنا.. طابور العلم وجلسات الشاي. كل ذكرياتنا سوف تستمر بك، لأنك لن تبقى مجرد طيف يذهب ولن يعود، بل إنك تعيش معنا روحاً تفرحنا دائماً بعطائها الجمي، سنكمل مشوارك وسنعلن شبيبة السلام..
وداعاً أيها الإنسان الطيب..
وداعاً أيها الحبيب..
وداعا صديقي ..
إياد عليان
had el wada3 a5dto mn web site 3l kalam 3ajabny 7abeet enkom teqra2ooh ta7yaty