
لا يزال الفلسطيني شحدة عرار (63 سنة) من بلدة قلنسوة في المثلث الشمالي داخل الخط الأخضر، يبحث عن الزوجة التاسعة ليُسكنها بيته الذي يقطن فيه حالياً مع ثماني زوجات!
هو رجل مسلم متزوج من ثماني نساء، لديه 65 ولداً، ومن أبغض الأمور عنده، الطلاق.
أطلق عليه الجيران حيث يسكن لقب «الحاج متولي»، كونه يجمع ثماني نساء حالياً في بيت واحد، في خطوة مخالفة للشريعة الإسلامية. يتغنى بجماله كثيرات، كونه أكثر نضارة من الشباب. يبلغ طوله حوالى 180 سنتيمتراً، ممتلئ الجسم. لم يعرف وجهه التجاعيد بعد، ولا يشكو من أي مرض. لم يزر طبيباً قط في حياته، ولم تغرز حقنة طبية بجلده، ولم يتناول أي دواء. يُكثر من شرب حليب النوق وأكل العسل والتمر.
هجر الحاج عرار ثلاثاً من نسائه في منزله وليس خارجه ويعيش معه في المنزل الذي شيده في قلنسوة من أربع طبقات نساؤه الثماني وأبناؤه الـ 65.
ويعتبر الرجل البدوي الآتي من صحراء النقب حيث للعادات والتقاليد المقام الأول أنه «من العيب أن تطلق زوجتك أم أولادك».
ويشرح أنه بإمكانه هجر زوجته، لكن «ابقيها على ذمتي مع أولادي وتكون قريبة مني».
وأوضح أن العشرة هي التي تجعله لا يقوى على تطليق زوجاته القدامى. أما المعاملة فهي «تحتاج إلى أرادة وعقل، ومن ليس عنده عقل، ليست لديه إرادة، فكثير من الأزواج لا يستطيعون العيش مع زوجة واحدة».
وأشار الحاج عرار إلى أن من بين زوجاته الثماني خمساً من الضفة الغربية، ما خلق له مشكلة مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي رفضت جمع شملهن معه، على رغم أنه من فلسطينيي 48، فيما الثلاث الأخريات من فلسطينيات 48.
ويبرر عرار زواجه من هذا العدد من النساء ورغبته في الزواج من أخريات في المستقبل بالقول: إن «الشباب يُقتلون والنساء تبقى من دون زواج، وعلينا مواجهة الاحتلال بالنسل والأولاد... هكذا أنا أفكر في حل المشكلة".
ووالشيخ شحدة ابو عرار صاحب اكبر ملف في مؤسسة التأمين الوطني في اسرائيل تحولت قضيته الى صراع حقيقي بينه وبين المؤسسات الرسمية التي ترفض الاعتراف بجميع اولاده فالقانون الاسرائيلي لا يسمح بالزواج من اكثر من واحدة وحتى اذا تعاملت معه وفق ما يسمح له الشرع بالزواج من اربع نساء فإن زواجه من ثلاث غيرقانوني.
ويحكي ابو عرار عن صراعه مع القانون الاسرائيلي قائلا ان احد الموظفين في المؤسسة لاحظ بالصدفة ان مبلغ مخصصات تأمين الاطفال الذي يتقاضاه شهريا مرتفع جدا فحول ملفه للبحث لدى المسؤولين وهؤلاء قرروا عدم الاعتراف بتسعة من اولاده ولما حاول الدفاع عن نفسه هددته وزارة الداخلية باقامة دعوى عليه بتهمة تعدد الزوجات.
من حق زوجتي الاخيرة ان تنجب لها اولادا ما زالت في الثانية والعشرين من عمرها هذا ظلم ان تحرم من الامومة هذا القرار لن يمنعني من انجاب اطفال بكل بساطة يرد على هذا القرار رغم ان عدم الاعتراف بتسعة من اولاده يعني ان هؤلاء لا يتعلمون ولا يتلقون العلاج ولا يحصلون على اي من حقوقهم يعني انهم ضائعون والله انها كارثة ان ترى اولادك يسرحون في السهل طوال اليوم دون تعليم وان مرض احدهم لا يمكنه العلاج كبقية الاولاد ولا حقوق لاحد منهم فهذه كارثة.
ورغم ذلك فهو يريد ان ينجب يقول: هؤلاء من الله ثم عندنا نتزوج وننجب الاولاد حتى اقصى حد ممكن المعروف انه في حالة الصراع بين العائلات لا قيمة للعائلة الصغيرة اما العائلة الكبيرة فالكل يحسب لها حسابا.
عندما تدخل الى بيت عائلة عرار كأنك تدخل الى مجمع سكاني صغير الاطفال من جميع الاجيال من بنات واولاد ينتشرون في كل مكان لا تميز بالاجيال بين الابناء والاحفاد، البناية الكبيرة مليئة بالنساء والشباب والصبايا في جيل فوق 16 عاما كل امرأة تمضي ساعات يومها داخل البيت الصغير الذي وفره لها الزوج عدد الاولاد لكل واحدة يتراوح ما بين سبعة وحتى ستة عشر الا اصغرهن.
عائلة الشيخ شحدة من منطقة النقب في الجنوب لكنه غادرها بعدما قررت السلطات الاسرائيلية مصادرة مساحة من اراضي العائلة وفي حينه كان يعيش مع زوجتين وكان عنده 30 ابنا فقرر الانتقال الى الشمال واختار منطقة المثلث للسكن وهناك بنى بيته على قطعة واسعة من الارض وضمن قطيع من الجمال والاغنام وواصل الزواج من النساء وانجاب الاطفال في حساب بسيط لحاجياتهم الضرورية فان عائلته تحتاج شهريا الى طن من الطحين من اجل الخبز وطن ونصف الطن من البطاطا و 800 كيلو ارز و1600 بيضة و 800 كيلو غرام من الفواكه والاسعار في الضفة الغربية ارخص منها في اسرائيل. خسارة ان الاوضاع اليوم لا تسمح لنا بالتجول هناك بشكل مريح فنحن نضطر الى البحث عن الارض لشراء الحاجيات وخاصة الملابس. اذا سألت ابو عرار هل تحدد الايام التي تذهب بها الى كل زوجة فسوف يجيب عليك: يوجد دور كما هو الدور في الباصات كل واحدة حسب جدول عمل ولكن لا يمكنني البقاء يومين متتالين عند واحدة. ويضيف ولكن لا اذهب الى جميعهن الكبيرات لا اذهب اليهن مثلا المرأة الرابعة لها 17 ولدا قالت لي انها ليست ماكينة وقد عملت بما فيه الكفاية لم اعد اليها ولكني اشتري لهن جميعا الهدايا بلا تمييز.
وردا على سؤال إذا كانت مناسبة هل تذهب مع السبع زوجات يقول اذا كانت المناسبة عند البدو فاذهب مع البدويات اما اذا كانت المناسبة عند الفلسطينيين في الضفة فأذهب مع الفلسطينيات واحيانا اصطحب من تطيب لي منهن ولا يهمني غضب الاخريات.
الجلوس مع الشيخ عرار وقتا اطول يكشف لك تفاصيل اكثر عن حياته اليومية وما دمنا نتحدث عن اعداد كبيرة لاطفال في جيل صغيرة فليتخيل كل منا ما يعني ان يتشاجر خمسة على الاقل في البداية يبدأ الصراخ بين الاولاد ثم يصل الخلاف الى الامهات فكل واحدة تريد الدفاع عن ابنها اما الشيخ عرار فيجلس يراقب ما يحدث لكنه لا يعطي وقتا طويلا لحل المشكلة ويكفي ان يصرخ على الاولاد ليس في كل مرة يذكر اسماء اولاده احيانا ينتظر قليلا ليتذكر فلا يذكر ويناديه يا ولد واحيانا يذكر ثلاثة او اربعة اسماء حتى يهتدي للاسم الصحيح واحيانا يرد الابن قبل ان يسميه اذا طلبنا منه ان يعدهم لنا بالاسم فيقسم حسب كل زوجته في محاولة لحفظ اكبر عدد منهم.
اما احتضان الاولاد والجلوس معهم والحديث فهذه من المهمات الصعبة وان قام بها فتكون قليلة جدا هل واجبي ان اجلس مع الاولاد واتحدث اليهم من اين لي الوقت؟
وخلافا لما يؤكد الجميع فعند ابو عرار المثل الذي يقول ما اعز الولد الا ولد الولد غير موجود في قاموس حياته اليومية كل ما اذكره انني زوجت 17 ولدا تصوري اذا كان كل واحد سينجب ثلاثة اولاد ها نحن تجاوزنا الخمسين من اين لي ان اعرفهم؟