السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مصور المجزرة الاسرائيلية على شاطئ البحر يروي تفاصيل المجزرة :
كان مصور وكالة أنباء رامتان. زكريا أبو هربيد أول الواصلين إلى مسرح المجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية عندما استهدفت بالقذائف عائلات فلسطينية كانت تتنزه على شاطىء بحر شمال غزة هربا من حرارة الصيف بعد ظهر يوم الجمعة لكن رحلتهم انتهت بمأساة حقيقية .
وقد وجد زكريا نفسه بين أشلاء وجثث عائلة غالية التي قضى سبعة من أفرادها بشظايا القذائف حيث اخترقت اجساد والأطفال والنساء فيما كان المشهد الأكثر مأساوية هو الطفلة هدى التي انشغلت في التنقل بين جثث أفراد عائلتها قبل أن تتوجه باكية إلى جثة والدها الملقاة على شاطىء البحر حيث قامت بحضنه وهي تبكي وتطلب من زكريا التصوير صارخة في وجهه " يابا يابا ، صور صور "
ويروي زكريا أبو هربيد " 35 عاما " تفاصيل الحادثة بالقول " في البداية تلقيت اتصال هاتفي من احد الزملاء العاملين في طواقم الإسعاف بأن هناك استهداف لمجموعه من المقاومين في بلدة بيت حانون فاستقليت سيارتي وأخذت معي الكاميرا وتوجهت بسرعة إلى مكان الاستهداف فذهلت مما رأيت حتى أن طواقم الإسعاف أصيبوا بالصدمة من هول المجزرة ".
ويتابع زكريا حديثه وقد بدت عليه مشاعر الحزن وقد حاول جاهدها أن يمنع دموعه من النزول " للوهلة الأولى عندما شاهدت المكان مسرح الجريمة والتفاصيل الموجودة التي تملأ المكان الجثث ملقاة على الأرض والأطفال الذي استشهدوا لفت انتباهي فتاة تخرج من البحر وثيابها مبتلة مما يشير إلى أنها كانت تلعب في البحر وتفاجأت أنها هي الوحيدة التي نجت من الأسرة فالأسرة كلها استشهدت " ومضى يقول " فالفتاة هدى تأتى باتجاه أمها فتجد أنها استشهدت أو تحتضر في النزع الأخير وتأتى باتجاه أبيها تجد انه استشهد ".
ووصف أبو هربيد وهو أب لتسعة أطفال الموقف بأنه كان " مؤثرا كثيرا "مشيرا إلى أنه بعد أن انتهى من تصوير الفتاة هدى لم يتمالك نفسه وراح يبكي بجوارها .
وقال " أنا بكيت كهدى وأكثر لان الموقف كان لا يوصف وأنا قمت بتوظيف مشاعري عن طريق الكاميرا فبالنهاية الحي أبقى من الميت ففي الصورة هناك حياة في طفله لا زالت حيه وتبحث عن أمل أن تجد الأب أو احد الأخوة لا زال على قيد الحياة الكل نيام ومستشهدين بالكامل ".
وقد استشهد في المجزرة كل من الأب علي عيسى غالية "47 عاما " والزوجة رئيسة "30 عاما " والابناء عالية "25 عاما " والهام "16 عاما " وصابرين "عام ونصف " وهنادي " ثلاثة أعوام ونصف" وهيثم " أربعة شهور " .
وقد عرضت عشرات القنوات الفضائية العربية والأجنبية الصور التي التقطها المصور زكريا أبو هربيد والتي أثارت مشاعر من شاهدوها لتعيد إلى الأذهان حادتة مقتل الطفل محمد الدرة الذي قضى بجوار والده مطلع الانتفاضة برصاص الجيش الإسرائيلي .
الموت للصهاينة وعملائهم