بسم الله الرحمن الرحيم
أحبابي الكرام
أولا تقبل الله طاعتكم وكل العام وأنتم بخير ، ثم عذرا لتأخري عليكم وقد أكثرت من الاعتذار ولكن للضرورة أحكام ، وللشعر تارات ، وللأوقات منغصات ، وللظروف غارات ، ولو أخبرتكم الظرف لأعذرتموني .
ثانيا أهنئ عائلة الشهيد أمجد الحناوي باستشهاده ، وأعزيهم بفقده كما أعزي جنود وقادة كتائب الشهيد عز الدين القسام برحيل هذا القائد الهمام الذي فقدته كتائب القسام بيد الخسة والغدر كما فقدته الأمة كلها ولكن كتائب القسام ولود ، ففي كل يوم يولد بها قادة وجنود ، وتهتف تلك الأرض الأبية: "ولدينا مزيد" ، وتقول للمحتل أولادك للنار وأبنائي للجنة والخلود .
نودع اليوم قائدا وشهيدا روى الأرض بدمه وقد كان يهتف في حياته الله غايتنا ، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا ، فحقق الله له هذه الأمنية وكانت الجنة هي:
doPoem(0)
"الــــمــــوعـــــد"
وَرَدَ الجَنَائِـنَ وَالنَّعِيـمَ الأَمْجَـدُ
وَالخُلْدُ للشُّهَـدَاءِ نِعْـمَ المَـوْرِدُ
مُدْتَ إِلَيْـهِ يَـدُ النَّوَائِـبِ غِيلَـةً
وَأَتَاهُ تَحْـتَ سُيُوفِهِـنَّ المَوْعِـدُ
فَاسْتَقْبَلَتْهُ الحُورُ فِـي شُرُفَاتِهَـا
وَلَهُنَّ مِنْ حُسْنِ الخُـدُودِ تَـوَرُّدُ
أَهْلاً وَسَهْـلاً بِالشَّهِيـدِ وَمَرْحَبًـا
هَذَا مُقَامُـكَ فَابْتَهِـجْ يَـا أَمْجَـدُ
كُنَّا نَتُـوقُ إِلَـى لِقَائِـكَ خَاطِبًـا
وَالشَّـوْقُ فِـي لُقْيَاكُـمُ يَتَجَـدَّدُ
حَتَّى أَتَيْتَ وَفِـي قُدُومِـكَ عِـزَّةٌ
وَدَمُ الشَّهِيدِ بِعِـزِّ نَفْسِـكَ يَشْهَـدُ
وَاللَّيْلُ وَالدَّمْعُ الهَمُـوعُ تَضَرَّعًـا
وَالصَّولُ فِي رَهَجِِ الوَغَى وَالمَسْجِدُ
وَالقُـدْسُ لمَّـا دُنِّسَـتْ أَعْتَابُـهُ
وَعَدَا عَلَيْـهِ الضَّفْـدَعُ المُتَشَـرِّدُ
وَالضِّفَّـةُ الغَـرَّاءُ حِيـنَ تَأَلَّمَـتْ
وَأَظَلَّهَـا لَيْـلُ البُغَـاةِ الأَنْـكَـدُ
فَخَرَجْتَ مِنْ رَحِمِ الأَسَى مُسْتَأْسِدًا
وَالحُرُّ إِنْ رِيعَ الحِمَـى يَسْتَأْسِـدُ
وَرَسَمْتَ مِنْ أَلَقِ الشَّهَادَةِ مَشْهَـدًا
وَبِعِزَّةِ الشُّهَـدَاءِ طَـابَ المَشْهَـدُ
حَتَّى ارْتَقَيْتَ إِلَى الجِنَانِ مُسَبِّحًـا
وَالصَّبْرُ فِي رَهَجِِ الحُرُوبِ تَهَجُّـدُ
قَدْ عِشْتَ يَا أََسَدَ الكَتَائِـبِ سَيِّـدًا
وَتَرَكْتَنَـا عَجِـلاً وَأَنْـتَ السَّيِّـدُ
وَمَضَيْتَ تَمْرَحُ فِي الجِنَانِ مُنَعَّمًـا
يَسْقَيكَ مِنْ عَذْبِ الـزُّلالِ مُحَمَّـدُ
يَمْضِي شَهيـدٌ ثُـمَّ يُولَـدُ غَيْـرُهُ
وَدَمُ الإِبَـاءِ بِأَرْضِـنَـا يَتَـجَـدَّدُ
وَالليْلُ مَهْمَا امْتَـدَّ فِـي أَثْوَابِـهِ
فَالْفَجْرُ مِنْ بَعْـدِ الظَّـلامِ سَيُولـدُ
وَتَدَفُّقُ الإِعْصَـارِ بَعْـدَ رِيَاحِنَـا
حَتْـمٌ وَنِيـرَانُ الـفِِـدَا تَتَـوَقَّـدُ
وَكَتَائِبُ الأَحْرَارِ يَمْضِـي رَكْبُهَـا
نَحْوَ العُـلا وَشُمُوخُهَـا يَتَجَسَّـدُ
أَجْنَادُهَا للخُلْـدِ زَاحِفَـةُ الخُطَـى
وَكُمَاتُهَـا فِـي عِـزَّة تُسْتَشْهَـدُ
وَالمُرْجِفُونَ إِلَى جَهَنَّـمَ وُرْدُهُـمْ
وَكَبِيرُهُـمْ فِـي رَيْبِـهِ يَـتَـرَدَّدُ
فَإِذَا أَصَـابَ القَـوْمَ مِنَّـا لَفْحَـةٌ
أَلْفَيْتَـهُ بِـدَمِ الشَّهِـيـدِ يُـنَـدِّدُ
وَرَأَيْتَـهُ عِنْـدَ الكَنِيـسِ مُسَبِّحًـا
يَتْلُو صَـلاةَ الخَانِعِيـنَ وَيَسْجُـدُ
تَسْبِيحُـهُ لَعْـقُ النِّعَـالِ بِنَشْـوَة
وَبِوَطْـئِـهِ بِنِعَالِـهِـمْ يَتَعَـبَّـدُ
يَمْضِي بِذَيْلِ الرَّكْبِ مَصْفُوعَ القَفَـا
وَبِـذُلِّـهِ وَصَـغَـارِهِ يَـتَــوَدَّدُ
يَقْضِي الليَالِيَ مِثْلَ كَلْبِ حِرَاسَـة
يَقْفُو خُطَى الأَحْرَارِ بَـلْ يَتَرَصَّـدُ
وَيُعَاهِـدُ المُحْتَـلَّ عَهْـدَ أَمَانَـة
بِقَرَارِهِمْ،وَبِقَمْـعِـنَـا يَتَـعَـهَّـدُ
اخْسَأْْ فَمَـا خُلِـقَ الذَّليـلُ لِعِـزَّة
وَاقْعُدْ فَأَنْـتَ المُسْتَكِيـنُ المُقْعَـدُ
فَالمَجْدُ تَصْنَعُـه سَوَاعِـدِ فِتْيَـة
تَذْرُو هَشِيمَ الغَاصِبِيـنَ وَتَحْصُـدُ
وَكَتَائِـبٌ للعِـزِّ دَائِبَـةُ الخُطَـى
تَشْدُو بِأَلْحَانِ الرَّصَـاصِ وتُنْشِـدُ
وَصَوَاعِقُ القَسَّـامِ يَـوْمَ كَرِيهَـة
تَتْرَى عَلَى تَـلِّ الرَّبِيـعِ وتُرْعِـدُ
شَارُونُ أَبْشِرْ بِالْخَرَابِ وَبِالأَسَـى
فَالْغَيْظُ يُرْغِـي بِالقُلُـوبِ وَيُزْبِـدُ
وَارْقُبْ قُبَيْلَ الصَّبْحِ زَلْزَلةَ الوَغَى
فَالْجَمْرُ مِنْ تَحْتِ الثَّـرَى يتوقَّـدُ
وَارْقُبْ يَدَ القَسَّامِ تَنْتَـزِعُ الحَشَـا
وَالمَوْتُ مِـنْ ضَرَبَاتِهـمْ يَتَمَـدَّدُ
قَدْ أَوْعَدَتْكَ يَـدُ الكَتَائِـبِ بَطْشَـةً
وَالرُّعْبُ فِـي تَهْدِيدِهَـا إذْ تُوعِـدُ
لَوْ أَوْعَدَتْكَ وَفِي السَّمَاءِ نُجُومُهـا
فَمَعَ الشُّرُوقِ غَدًا يَكُونُ المَوْعِـدُ
=================================
أمنيتي أن تصل آل بيت الشهيد وأهله في كتائب القسام
مع يقيني بأنها وصلت بإذن الله
مع تحياتي
أخوكم المحب فارس عودة