بسم الله الرحمن الرحيم..
كان كل منهما لا يزال يحاول الخلاص من تلك الورطة..
لا نور ولا هواء كاف لهما وهما محتجزَين داخل مغارة موحشة توشك أن
تنهار فوق رأسيهما..
تنهار فوق رأسيهما..
وكلما شعرا باليأس يتسلل إلى قلبيهما هاجما بعضهما بالكلمات أواللكمات، إلى أن تتساقط بعض الحجارة عليهما ليتذكرا من جديد أنهما عالقان داخل مغارة لا تحب استضافة أحد..
وبينما هما على تلك الحال إذا بصوت ضعيف ينادي شد انتباههما، فقررا المضي قدماً بحثاً عن مصدر الصوت..
فإذا به كلبٌ سمين مثير للشفقة يجلس على رتل من الحجارة في مكان منزو
.. ارتاب الحمساوي في أمره
الحمساوي:
من أنت؟؟
من أنت؟؟
الكلب:
أنا الذي سينهي هذه المهزلة..
أنا الذي سينهي هذه المهزلة..
الفتحاوي:
أية مهزلة؟؟ آه رائع هذا ما كان ينقصنا..محبوس آخر هنا ينافسنا على الأكسجين..!!
الكلب:
كفى.. أنا لست هنا كي أنافس أحداً.. لقد أتيت كي أخرجكما من هذا المكان..
الحمساوي
: حقاً؟ هل تعرف طريقاً للخروج من هنا؟؟
الكلب
: بالطبع.. إنها أمامكما مباشرة.. ولكنكما لن تتمكنا من الخروج إلا في حال واحدة.. وهي أن تخرجا يداً بيد!!
الحمساوي
: ماذا؟؟؟؟!!!!!
الفتحاوي
: بماذا تخرف أيها الكلب؟؟!!
الكلب
: ماذا دهاكما..؟؟ هل أصبحت حياتكما رخيصة إلى هذا الحد حتى تريانها كبيرة عليكما أن تضعا أيديكما في بعض لتخرجا من هذا المأزق؟؟!!
نظر الفتحاوي والحمساوي كل منهما إلى الآخر كمن يتفحص موقف صاحبه من كلام الكلب..
الكلب
: فليمد كل منكما يمناه إلي..
فعل كل منهما ما طلبه الكلب، فمد الكلب ذراعيه وصافحهما.. ثم قال: الآن يمكنكما الخروج.. اتبعاني..
سار الكلب ومن خلفه صاحبَينا.. وشيء من السعادة والراحة يغمر قلب كل منهما.. إلى أن لاح ضوء في نهاية الطريق الوعر.. أسرعوا الخطى نحوه، فإذا هم جميعاً في الخارج..
سار الكلب ومن خلفه صاحبَينا.. وشيء من السعادة والراحة يغمر قلب كل منهما.. إلى أن لاح ضوء في نهاية الطريق الوعر.. أسرعوا الخطى نحوه، فإذا هم جميعاً في الخارج..
الفتحاوي
: يالله!! لا أحلى ولا أروع من النور والهواء النقي!!!
الحمساوي
: الحمد لله الذي استجاب الدعاء وخلّصنا مما كنا فيه..
استدار كي يشكر الكلب، لكنه رآه يعود إلى تلك المغارة مجدداً.. وهو يقول: بالتوفيق أيها.... الأخوان..
التفت
الفتحاوي قائلاً: إلى أين ذهب الكلب؟؟
الحمساوي
-في وجوم-: لقد رحل وتركنا في ورتطنا الجديدة..
الفتحاوي
: ماذا؟؟ عن أية ورطة تتحدث يا أخي؟؟!!
الحمساوي
: ما بك يا أخي!! ألم تنظر حولك جيداً!!
ما كاد الفتحاوي ينظر إلى ما يحيط بهما حتى هلع لما رأى.. إنهما حقاً في الخارج، لكنهما في الحقيقة يقفان عند حافة جرف يودي إلى هاوية سحيقة!!!! المكان بالكاد يتسع لكليهما.. وسقوط أي منهما يعني النهاية بالنسبة إليه!!
وقف الحمساوي إلى جانب أخيه الحمساوي، وبدآ الصراخ طالبين النجدة.. الأصوات بالكاد تُسمع من هناك.. لكن لم يُجب أحد!!
الحمساوي
: والآن ماذا؟؟
الفتحاوي
: ماذا!!
الحمساوي
: هل نعود إلى تلك المغارة بحثاً عن طريق آخر للخروج؟؟
الفتحاوي
: ما الذي تقوله يا أخي.. أنعود إلى الظلام والاختناق مجدداً!! لا والله لن نفعل.. ربما نحن الآن في مأزق جديد وخطير، لكننا لا بد سنجد حلاً ما.. طلما أننا معاً فلا بد أن ننجو..!!
الحمساوي
: نعم.. هذه مشكلتنا معاً.. ولن نعود كي نتوسل إلى ذلك الكلب كي يجد لنا مخرجاً آخر.. علينا أن ننقذ أنفسنا بأنفسنا والله معنا..
الفتحاوي
: يداً بيد؟؟
الحمساوي
: بالتأكيد.. يدا بيد......
تبين أن تلك المغارة تم تشييدها إسرائيلياً بإشراف أمريكي.. وأن هذا الكلب لم يكن إلا خادماً وفياً للسيدة أمريكا كغيره من الكلاب المنتشرة في كل مكان.. ولا بد أنه لم يفعل ما فعله مع الفتحاوي والحمساوي إلا تنفيذاً لأمر السيدة لغاية في نفسها.. الأيام ستثبت ذلك.. وستعرض لنا ما سيحل بالفتحاوي والحمساوي.. فإلى اللقاء حتى ذلك الحين..
مش منقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول..