نشر الكاتب الاسرائيلي اوري دان وهو احد مقربي ارئيل شارون ومؤتمن اسراره كتابا في باريس اتهم فيه ارئيل شارون باغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بواسطة السم ، مؤكدا ان صحة الرئيس الفلسطيني بدأت في التدهور منذ 14/4/2004 فور انتهاء محادثة ارئيل شارون مع الرئيس بوش التي اطلق فيها يد شارون واعطاه حرية التعامل مع الرئيس الفلسطيني .
وتساءل الكاتب امنون كابليوك الذي نشر تلخيصا للكتاب الذي يحمل عنوان من كلمة واحدة هي " شارون " في صحيفة هأرتس :كيف عرف الكاتب دان ان المرض ومسبباته كمنت في جسد الزعيم الفلسطيني في شهر ابريل اي قبل اشهر عديدة من انتشاره وظهور اعراضه المميته ؟
وقال امنون كابليوك : لقد حصلت هذا الاسبوع مجموعة غير متوقعه من المصادفات وحين كنت اطالع كتابا جديدا صدر في باريس يحمل عنوان من كلمة واحدة " شارون " اصدره الصحافي اوري دان - احد كبار مشجعي ومؤيدي شارون ومقرب منه -الذي وصلني نبأ وفاته اثناء مطالعتي للكتاب الذي جهدت للحصول على نسخة منه واستعنت بصديق باريسي من اجل الحصول على نسخة كتابه .
واضاف : اتصل بي صديقي الباريس المطلع على الشؤون الاسرائيلية معتذرا لانه لم يصدّق روايتي له اثناء اجتماعنا قبل فترة حين قلت له بان الزعيم الفلسطيني لم يمت ميتة طبيعية وانما كانت يدا خاجية غربية هي من استقدمت له الموت ، وذلك بناء على اشارات ومعطيات كثيرة مستذكرة قيام اسرائيل بمحاولة اغتيال خالد مشعل بواسطة سم كيماوي عام 1997 ، ولا يوجد اي سبب يحول دون قيامها بنفس الشيئ ضد ابو عمار الذي جهد شارون في اظهار كره له بمناسبة ودون مناسبة مع تهديد واضح باغلاق الحساب معه في الوقت المناسب وكنت اضفت بعض التفاصيل خلال محادثتي مع صديقي الباريسي وعللت له نظريتي هذه .
وقال : واستمع لي صديقي الباريسي المؤدب كحال الشعب الفرنسي بانتباه شديد لكن على وجهه كان يظهر علامات عدم الاقتناع فقال لي " وجهة نظرك مهمة وقد تكون صحيحه لكن من اجل اثباتها يلزم كشف محدد من قبل احد الضالعين في العملية او مصدر مطلع لا يمكن الجدل او التشكيك في مصداقيته ولا يوجد الكثير من هؤلاء في بلدكم الصغير ".
وحين اتصل بي الاسبوع الماضي قال لي لدي مفاجأه كبيرة لك ، يوجد امامي كتاب الصحافي المقرب جدا من شارون ومحل ثقته اوري دان ويكشف فيه سر اغتيال ياسر عرفات وتفاصيل المحادثة الشهيرة بين شارون وبوش يوم 14/4/2004 تلك المحادثة التي ابلغ فيها شارون الرئيس الامريكي بانه لم يعد ملزما اكثر بالوعد الذي قطعه له حسب طلبه خلال شهر مارس 2001 خلال لقائهم الاول بعد ان هزم شارون ايهود باراك في الانتخابات وتعهد فيه بعدم المس جسديا بياسر عرفات فرد عليه بوش وقال من الافضل ان نترك مصير الرجل في يد رب السماء فقال له شارون ان رب السماء يحتاج في بعض الاوقات الى مساعدة .
وكان نفس الصحافي اوري دان قد نشر بعض تفاصيل هذه المحادثة في 4/ 11/2004 اي قبل اسبوع بالتمام والكمال من اغماض الرئيس الفلسطيني عينيه الى الابد لكن صديقي الباريسي اكد لي وجود تفاصيل جديدة في الكتاب المذكور .
وبدأ صديقي يقرأ لي الصفحة 401 من الكتاب التي تناولت تفاصيل المحادثة الشهيرة وقال " بقي الرئيس الامريكي دون حراك حين سمع كلام شارون ولم يعط شارون ضوء اخضر لقتل ياسر عرفات لكنه لم يطلب منه تعهدا جديدا الامر الذي ترك شارون في غاية الرضى وسارع لزف البشرى للصحفيين الاسرائيلين بان يده باتت طليقه فيما يتعلق بالزعيم الفلسطيني ".
وقال الكاتب اوري دان في كتابه الذي تضمن عنوانا هامشيا " محادثات سرية مع اوري دان " ان شارون حلم باغتيال الرئيس الفلسطيني وكان حلم شارون ان يعود قائدا لوحدة كوماندوز تسيطر على مبنى المقاطعه وسأل دان شارون لماذا لا تطرد عرفات ؟ولماذا لا تقدمه للعدالة ؟ فرد شارون عليه قائلا " اتركني ارتب السائل على طريقتي " .
وكتب دان ان للقادم في روايته اهمية خاصه واستطرد قائلا " مجرد ان اطلق بوش يد شارون خلال المحادثة بينهما يوم 14/4/2004 بدأت صحة الرئيس الفلسطيني بالتدهور ونقل الى المستشفى العسكري " بيرسي " شهر اكتوبر حيث فارق الحياة يوم 11/11/ 2004 وعاد الى رام الله ليوارى الثرى لكن هناك جميع الدلالات ولا يمكن الخطأ ".
سارع الفلسطينيون الى اتهام اسرائيل وشكلوا لجنة تحقيق وكان لا بد من نفي لهذه التهمة الخطيرة الموجهة الى اسرائيل ورئيس وزرائها لكن اوري دان لم يفعل ذلك لماذا ؟ والجواب على هذا التساؤل يأتي في نهاية الصفحة 403 حين قال اوري دان " سيدخل شارون كتب التاريخ كمن اغتال ياسر عرفات دون ان يقتله ".
وقال كاتب التحقيق امنون كابليوك لصديقه الباريسي " ان العبارة الاخيرة تترك الكثير من الضبابية والشكوك " كونها تشير الى اغتيال دون استخدام الاسلحة النارية واضاف بانه ينوي الاتصال مع اوري دان ليستفسر منه حول الكلمات لكن الكاتب الذي روى كيف ان المرض استحكم في جسد الرئيس الفلسطيني قبل اشهر طويلة من موته توفي بعد محادثي مع صديقي الباريسي باسبوع لينضم الى صديقه شارون الموجود في وضع صحي غاية في الخطورة يمنعه حتى من الكلام .
واستذكر كاتب التحقيق واقعة اغتيال القائد الفلسطيني وديع حداد احد كبار مسؤولي اللجبهة الشعبية والمسؤول عن عمليات اختطاف طائرات والذي نجا من محاولة اغتياله باطلاق الصواريخ على منزله في بيروت ليموت مريضا بمرض غامض غير معروف حتى الان مؤكدا ان الكاتب اوري دان واحدا ممن عرفوا حقائق الامور ان لم يكن قبل وقوع الاحداث فبعد وقوعها .
وافتبس كابليوك مقاطع من محادثة جرت بين شارون والصحفي دان ضغط الاخير فيها على شارون حتى يتخلص من عرفات لكن شارون طلب منه ان يترك له المجال للعمل وفق طريقته الخاصة حيث قال دان " لقد اعتذر مني شارون في اخر المطاف على ذلك " .
فهل وافق على الاعتذار وطلب الصفح على الكثير من الاسرار التي لم يرغب شارون في اطلاع احد عليها سوى صديقه الصحفي اوري دان .
[/SIZE]
[SIZE=4]منقووووووول عن وكالة معا
