أيـــــا شـــــــاكر
بقلم عبد السلام كامل عبد السلام /السودان
مهداة إلى والدة الشهيد شاكر محمد فيصل حسونة.. المستشهد يوم الجمعة
12/1/2001م
صباح الوعد بالجنات يا شاكر
صباح النصر والأفراح والتهليل
صباح الزفّة الكبرى إلى الحورية الحسناء
تقبّل جرحك النزّاف
وتقبل مهرك الدّامي .. بلا إبطاء
صباح الصخرة الصمّاء بين يديك تبتسم
وترسم في وجوه البغي دائرة من الآلام
تنتقم
ويصرخ بالعذاب فم ُ
وتقذف تلكم الأحجار في حرص
لعلّ الله يجعلها تصيب الجاني المجرم
وتطفئ نور عينيه .. ليصبح لا يرى شيئا
سوى برق .. ويأتي بعده الإظلام
فلا شمس ولا نجم ولا بدر
ويصرخ بالعذاب فم
صباح الخير يا شاكر
صباح النصر والجنة
صباح الجمعة الغرّاء .. ليس وراءها محنة
وأنت هناك مثل السيل دفّاعا ودفّاقا وصفّاعا
وبين يديك مقلاع
لتقذفه على جالوت هذا العصر.. داودا
وصوت زفيفه مزمار داود
يقدّ بعزمه الجبار صدر الظالم الجبّار .. ينهزم
ويهوي للحضيض الأرض.. يرتطمُ
وتبتسم!!
وفي عينيك ذاك البارق الوضّاء وهاّجا
ما أحلى وما أغلى
وكان الفجر مرتسما على وجه صبوح ضاحك الثغر
وكان الليل يرسم حوله خططا
وكان مداده الغدرا
فيا لفجيعة الإنسان حين يقوده الشيطان
نحو خديعة كبرى .. ويفتخر
ألا تبّت يدا الجاني وتبّت غفلة الفكر
ويا عجبا !!
وجاء العسكر المذعور بالأحقاد يأتزر
أتوه كأنهم ريح فلا تبقي ولا تذر
ودقوا عظم ساقيه .. فسحقا هذه الزمر
وفي عنق الفتى المحبوب صبوا الحقد يستعر
رموه بحقدهم يغلي على عنق
لغير الله لم يركع ولم يخضع ولم يخنع
ولم يسجد لكل مواسم الشرّ
فمن يعرف إله الكون حقا ليس ينهزم
وليس الدهر ينحطم
وما بالأرض يرتطم
وعند الوهلة الأولى تراه وهو يبتسم
وخر الحامد الشاكر يقول بلهجة الصابر
: أنا فرح وفزت بلذة النصر
على الدنيا بأجمعها
ونلت الجنة الأعلى.. ورفقة عبده المختار
في الفردوس ما أ حلى وما أغلى
ويا عجبا لما نقلوا من الخبر
يجرون الفتى البسام فوق الارض في شغف
بلا خجل . وكل لواحظ الدنيا تراقبهم
وتلعنهم وتنتظر الغد الآتي
وفوق الأرض ينساب الدم الزاكي
بريح المسك
يسطر لعنة الاجيال للطغيان ..روح الإفك
ويقرؤها ولا يفهم
يجرون الفتى البسام فوق الأرض في شبق وفي نزق
كأن هو جلد سائمة أزيل بكفّ جزّار
وجروه على الرمضاء .. واعجبا
كأن الجرّ يؤلمه
كأن السحل يهزمه
كأن الفتك والتعذيب بعد الموت يعدمه
كأن الـ.. !!!
أيا شاكر
كن متيقنا أبدا بأن الفجر ينتظر
وقل يا أم موعدنا على الجنات والكوثر
فلا تبكي
لاتبكي عليّ فإنني شاكر
وإني بعد أنتظرُ وأنتصرُ
نقلت كاميرات التلفاز صورة الجنود الإسرائيليين وهم يجرون جثة الشهيد مسافة
تزيد عن المائة مترا والدم يسيل من عنقه وقد ألقوا بجثته أمام إحدي البؤرة
الاستيطانية ومكث هناك عدة ساعات في أبشع صورة تمثيل به .. وبحمد الله فقد نقلت
الأنباء بعد عام وشهرين تنفيذ ابن عمه إبراهيم محمد حسونة هجوما على إسرائيليين
في أحد الملاهي بالقدس فقتل ثلاثة منهم وجرح اكثر من خمسة وعشرين ثم استشهدفي
يوم الإثنين 4/3/2002م ..
تلفزيون السودان .. الرمز البريدي 14411
ص ب 1094 ـ أمدرمان ـ السودان