الأشجـــار تمــوت....واقفة
[/size]
[size=4]
حدثني الحلم أمس أمراً مرعبا قطعته بفزع وسارعت الى كتب التفسير لعلي أجد مايطمئن هذا الخوف الغريب المفاجىء والذي لازمني طيلة الحلم وحتى تلك اللحظة التي فهمت الرمز وعلمت القصد وأدركت الرسالة ...كتبَ يقول : أنتِ في صدد صدمة عاطفية , وكان العدد ثلاث
فتحت كتب التفاسير مرة أخرى وفتشت عن مخرج لهذا الحلم الكئيب , الكلام هو الكلام ماتغير شىء ..قمت من مخاوفي مثقلة بهمّ جديد وكأني كنت خالية حتى أحمل ثقلا آخر...لابأس
تلفت حولي فوجدت الأشياء ليست في مكانها الاعتيادي حتى قهوتي كانت مختلفة نظرت اليها وأنا أرى مرارتها ترتسم على أطراف فنجاني وقبل أن تصل لساني الذي مانسي مرارة تساؤلي وأنا أحيا ذاك المنام مددت يدي وهتفت بحروفا اليه محاولة لجعل صباحي أجمل مما أتوقع فكانت أول خيبة
تحققت وعلى عجل وكأني كنتُ خالية...لابأس
كانت العناوين ضائعة وكل ماحولي يبشر بيوم بلاشمس ...كم أحب الشمس , وكم أحزن لغيابها كحزني لغياب القمر لغياب اي نور يمنح أطرافي بعضاً من دفء مفقود منذ زمن بعيد
نظرت اليه وتنهدت عميقا أردت أن أخبره بكل شىء كل شىء ومااستطعت
من قال اني أريد شفقة؟من قال أني أريد ثمناً لعمري وحياتي ومشاعري؟
من قال أني أقبل كل ماأنا فيه لأني أحب فقط؟
لاأريد أن أدخل في متاهات أعماقي ومايجول فيها الآن تحديدا لأني أخاف
نعم أخاف أن ألمح مايحدث هناك فاحترق ويحترق كل ماحولي
أعلم أنه لاشىء في مكانه
كل شىء مقلوب بفوضى غير معهودة كما أنا كما ملامحي كما دورتي الدموية , وشراييني التي تحولت الى أوردة كسولة كسولة والمصيبة أن لاشىء يشتكي حتى قلبي استسلم للاختناق التنفسي الذي تمارسه رئتي عليه ولندرة الاوكسجين اللازم لينبض بخير, وهمس لي بهدوء
لابأس
خيبة أم صدمة فكله واحد
وجع غصة مرارة لاشمس
لاشمس ولاقمر لانجوم لاأحلام لاشىء
ماذا يبقى اذا؟ مممم رغبة في البقاء
لربما خُلقنا ومررنا بكل مامررنا , لنصل الى هذه النقطة ونتوقف عندها وحدها فقط
البقاء
غريزة هي , أم أنها حقيقة علينا أن نعتنقها بايمان ونستسلم لها بالرغم من جميع الصدمات والخيبات والضياع,,,,,, فهاهي الامور تتحسن في زوايا ماكنت أعتقد أنها ستمسح على رأسي المجهد بحنو بالغ , بل على العكس كنت أعتقد أنها آخر من يستجيب لأمنياتي
أمنياتي
ألم تكن أنت أولها وآخرها؟
ألم تكن حلمي الأعظم؟
كيف للأحلام أن تتساقط "صفراء" كأوراق الشجر وتأبى أن تورق من جديد والربيع قادم... وآذار الذي جاء بك هو من يسعى بنهايتك في كل أنحائي وملامحي وحروفي
هل تريد ذلك انت حقا؟
لن تجيب
أعلم أنك لن تجيب, وأعلم أنك تعلم ماتريد ولن تجيب , فقط لأنك تريد أن تدفع لي ثمن عمري
وأحلامي
وحبي
وهل للمشاعر ثمن ....؟ هل للعطاء ثمن ..؟ هل للعمر ثمن ..؟
أكره الاثمان كلها وأكره حتى ذكر الحروف الثلاث التي تخطها وتخطني سلعة قابلة للبيع والشراء في سوق النخاسة المهين لاناث الأرض جميعا
لم أقبض ثمني في البداية حتى أقبضه الآن وبعد أن تجردت من كل شىء كل شىء وأصبحت مثل تلك الشجرة التي لمحتها هناك في برد الشام القارس تنظر الي بأسى وسخرية حين لمحت شفقتي في عيوني , وكأنها تخبرني أنني لست بأفضل حال منها حين هجرت مكاني وبعت جذوري من أجل حب سيوردني الهلاك , كما هي
لكنها أبت أن تغادر جذورها وأنا فعلت
فقررتْ الموت في نفس المكان , نفس البقعة والمكان.... أما أنا فلست أعلم أين سيكون قبري ولافي أي أرض أموت
ولكني أعلم أكيدة
اني سأموت واقفة مثلها
وبلا ثمن