يصادف الخامس من حزيران، الذكرى السنوية الاربعون للحرب الامبريالية التي شنتها اسرائيل بدعم اميركي واسع، في العام 1967 على ثلاث جبهات عربية، أسفرت عن احتلال ما تبقى من اراضي فلسطين التاريخية (الضفة والقطاع) وهضبة الجولان السورية وشبه جزيرة سيناء. كما تصادف في الوقت نفسه الذكرى الـ25 للعدوان الاسرائيلي على لبنان.

وفيما انهت المقاومة اللبنانية العدوان على أراضيها بعد احتلال دام 18 عاماً، وطردت الغزاة من غالبية اراضي لبنان، في ايار 2000، باستثناء مزارع شبعا التي ما زالت تخضع للاحتلال، وانهت مصر احتلال شبه جزيرة سيناء في اتفاقيات كامب ديفيد التي عقدها الرئيس المصري السابق، انور السادات مع اسرائيل بعد خروجه عن الصف العربي في السبعينيات من القرن الماضي، الا ان الاراضي العربية الفلسطينية والسورية ما زالت تحت نير الاحتلال الاسرائيلي الذي كرس احتلال الهضبة والقدس الشرقية بقانوني ضم سنهما الكنيست، واقام مئات المستوطنات على الاراضي الفلسطينية والسورية التي يرفض الانسحاب من القسم الأكبر منها، رغم عشرات القرارات الدولية التي طالبت بانهاء الاحتلال وباعادة الاراضي المحتلة الى أصحابها الشرعيين.

لقد عكست حرب حزيران عام 1967 حالة التمزق والضعف وعدم التنسيق والتضامن والمسؤولية القومية التي سادت العالم العربي. وقد شنت اسرائيل عدوانها في حزيران1967 بعد قيام الأمم المتحدة ، في ايار 67، بسحب قواتها من سيناء بناء على طلب الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، الذي اعلن في 22 أيار اغلاق مضائق تيران في وجه الملاحة البحرية . ففي الخامس من حزيران شنت اسرائيل هجوماً مفاجئاً ضربت المطارات العسكرية المصرية كلها وبالتالي شلت الدفاعات الجوية المصرية كلها وحسمت الحرب بضربة واحدة لصالح إسرائيل اسفرت عن احتلال شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة. وعلى الجبهة الاردنية في الضفة الغربية وجهت القوات الاسرائيلية ضربة الى القوات الاردنية الضعيفة وأرغمتها على الانسحاب من القدس الشرقية والضفة الغربية كلها. وعلى الجبهة السورية تم احتلال هضبة الجولان. وكل ذلك خلال ستة أيام من العدوان العسكري الجوي والأرضي المكثف الذي أعدت له اسرائيل جيدا بدعم اميركي منذ العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956.


بقايا دبابات على الجبهة السورية

وقد فرضت الأمم المتحدة وقفاً لإطلاق النار في 11 حزيران تاركة إسرائيل وفي حيازتها أراض عربية واسعة بما فيها صحراء سيناء المصرية ومرتفعات الجولان السورية ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة بل ولعل الأهم من هذه وتلك ما بقي من فلسطين العربية أي الضفة الغربية لنهر الأردن إضافة إلى القدس العربية وقطاع غزة.

لقد عكست حرب 67 بدوافعها وأهدافها سياسة التوسع الاقليمي الاسرائيلية المتواصلة حتى اليوم على الاراضي الفلسطينية والسورية المحتلة. واجمع المؤرخون على ان حرب حزيران هدفت، ايضا، الى ضرب الانظمة العربية القومية ومحاولة تدجينها وحماية الانظمة الرجعية العربية ، وفتح الباب امام التغلغل الامريكي في المنطقة ، ودفن الحق الفلسطيني بتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة ، من خلال خلق الواقع الاستيطاني الاستعماري الذي غير خارطة الاراضي العربية المحتلة بشكل محوري وصل، اليوم، حد رفض اسرائيل، بدعم اميركي، الانسحاب من مناطق شاسعة من هذه الأراضي بزعم "عدم امكانية تغيير الوقائع على الأرض" على حد تعبير الرئيس الاميركي الحالي، اكبر حليف لسياسة الاستعمار الاسرائيلية.