شهر كامل انقضى وسيل الوعود تنهال يوميا على رؤوس ذوي الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. فيما يبقى الأسير وعائلته يعانون من انقطاع مخصصاتهم منذ آب الماضي عام 2006 حيث أصبحت ظاهرة التسول صفه ملازمه لذوي الأسير وللأسير ذاته فمعظمهم بل غالبيتهم بدأ بممارسة الاستدانة حتى يتمكنوا من توفير مصاريف التنقل أثناء زيارات السجون والبعض الأخر امتنع عن الزيارة لعدم قدرته على التحرك عبر وسائل المواصلات ليتفادى الاحراجات المادية والآخرين عجزوا عن توفير الملابس وما يرافقها من احتياجات للأسير. وقصة الأسير رائد سميح أبو عرب 19عاما نموذج صارخ على معاناة الأسرى فهو معتقل منذ 14/4/2006 ولم يبقى من محكوميته البالغة سنه سوى أيام قليلة حيث استطاع والده وبشق الأنفس توفير احتياجات ابنه الأساسية من ملابس وغيرها ولم تصرف له وزارة شؤون الأسرى أية مخصصات حتى الآن كما أن والده يسعى جاهدا لتوفير ما قيمته (2000) شيكل من اجل تسديد قيمه الغرامة المفروضة على نجله والتي بدون دفعها سيضطر الابن الى المكوث شهرين أضافيين في السجن وهو الفتى اليافع الذي لم يرى من نور الحياة سوى حارات المخيم, وبؤس الفقراء, وغياهب السجن والقهر حيث, يقول والده أن بلادنا تمتلئ بعشرات المؤسسات التي تعنى بالأسير( لفظيا) لكن عمليا ليس لها صلة بمعاناة الأسرى ( سوى اليافطة) وأكد سميح أبو عرب أن أيام المرحوم ياسر عرفات ذهبت مع رحيله, فالأسرى كانوا يعيشون في وجدانه ويسهر على راحتهم. لم يكن يسمح لأحد أن يتلاعب بمصير الأسرى وقوتهم وقوت أطفالهم لذلك يرى أبو عرب ضرورة تأسيس صندوق لدعم الأسرى كما طرح ذلك النائب عيسى قراقع الذي قال: إن دعم صندوق الأسرى وفق القانون ليس عملا مستحيلا وصعبا بل يمكنا, ويمكنا جدا في ظل أحوال كثيرة تصرف هباءا ومن دون تخطيط وتوجيه وقصة رائد أبو عرب هي واحدة من بين آلاف القصص التي لم تخرج لوسائل الأعلام وبقيت قصتهم ومعاناتهم حبيسة في صدورهم ولعل حكومة الوحدة تلتفت إلى معاناة عشرة آلاف أسير يرزحون في ظروف غير إنسانيه داخل السجون الاسرائيليه وعشرات الآلاف من ذويهم وأقاربهم يعيشون قهرا من نوع جديد هو الجوع والإهمال.
منقووووول عن
منقووووول عن
المكتب الإعلامي حركة فتح نابلس