حشو و "ترميم" الأسنان باللعاب فقط بفضل غاز الاوزون.
كثيرون هم الذين يرون في الذهاب الى طبيب الأسنان تجربة مؤلمة ولذلك يأملون في أن تكون يوما ما أقل ألما ، وحتى مجرد التفكير في الذهاب لعمل حشوة للأسنان يجعل أسنان البعض تصطك هلعا .
وفي الوقت الذي يحاول فيه أطباء الاسنان تخفيف آلام مرضاهم عن طريق التخدير الموضعي وأحيانا التام ، فإن تقنية جديدة قد تم تطويرها من قبل أستاذ في طب الأسنان بمدينة بلفاست الايرلندية قد تجعل من أدوات طبيب الأسنان أدوات عفا عليها الزمن .
فقد اخترع ادوارد لينج الأستاذ في كلية طب الأسنان بمستشفى رويال فيكتوريا تقنية تسمح للعاب المريض بترميم الاسنان المتسوسة طبيعيا .
كلنا نعلم أن الثقوب تحدث في الأسنان كنتيجة لنوع الاغذية التي نتناولها ، وخاصة السكريات والكربو هيدرات ، حيث يقوم نوع من الميكروبات بالتغذي على هذه السكريات ويفرز أحماضا تقوم بالحفر في جذر السن .
وبعد أن يتشكل الثقب في السن فإن الحامض يشكل مستعمرة بكتيرية داخل السن حيث تستمر في تدمير السن، عندما تكون هذه البكتيريا داخل الثقب فإنها تشكل نظامها البيئي الخاص بها كما يقول لينج .
أما العلاج الذي اكتشفه لينج ،فهو عن طريق استخدام الأوزون (رغم أنه غاز سام يؤدي استنشاقه ولو بكمية ضئيلة الى تدمير الجهاز التنفسي )ولكن عندما يتعلق الأمر بالقضاء على تسوس الاسنان ، فإن الاوزون يتمتع بخصائص فريدة ومفيدة. 
فالثقب الذي يحصل في السن ليس ثابتا من ناحية الحجم بل متحرك "يتسع باستمرار" .
ومن حسن الحظ أن البكتريا المسببة له ليست من النوع النشط ، ولذلك فإن الأوزون لا يقتل هذه البكتريا فقط ولكنه يهيء سطح السن للبدء في عملية الترميم الطبيعية ، وبما أن اللعاب البشري مشبع جدا بالكالسيوم ومركبات الفوسفات فانه يساعد السن على الترميم وغلق الثقوب التي أحدثتها البكتريا .
ونظرا لأ ن الأوزون غاز سام وخطر، فإن هذه التقنية تستخدم طريقة تجعل الغاز يتوجه الى ثقب السن فقط وليس الى فم المريض، إذ يتم وضع غطاء مطاطي صغير فوق السن ليتم ضرب الثقب بدفقات مركزة من الأوزون على مدى 40 ثانية لتقضي على كل البكتريا وبعدها يتم سحب الغاز الذي تم إطلاقه على السن المسوس .
ويقول إدوارد لينج أن هذه الطريقة يمكن أن تستخدم للوقاية أيضا وعن طريق الفحص الدوري للأسنان كل 6 أشهر.
واخير بدأ كل من شركة كيور أوزون الأمريكية المتخصصة في صناعة الأوزون وشركة كافو الألمانية المصنعة لمعدات طب الاسنان يعدان العدة لتسويق هذه التقنية .ويعتقد لينج أنها ستظهر في عيادات أطباء الأسنان"قريبا جدا" ، وبذلك سيكون الذهاب الى طبيب الاسنان تجربة مثيرة وغير مؤلمة وربما يضطر الأطباء في وقت ما الى ان يجدوا مكانا يركنون فيه أدواتهم القديمة التي ستكون شيئا من التاريخ .
 
و أخيرا لا بد أن أذكر أن كل اكتشاف جديد يجب أن يكون مقرون بالدراسات العلمية المناسبة لذا نتمنا أن تقود مثل هذه الدراسات إلى علاج غير مؤلم للأسنان